في هذه الزاوية من صحيفة «الجمهورية» وفي مثل هذا اليوم وبتاريخ 6/9 كتبت عن جامعة ذمار، وجاءت الردود سريعة عبر التلفون وعبر المقابلات الشخصية، وما بين مؤيد لما كتبت وبين معارض، وسأحاول التوقف أمام سوء الفهم وبعض الافتراءات، أما ما دون ذلك فهي آراء وهي تعني أصحابها وكل حر في رأيه.. ينبغي القول إننا لم نصل بعد إلى مرحلة تقبل النقد، ولايزال كما يقول المقالح بعيد المنال، فهو «لايزال عملاً ثقيلاً على نفس الناقد والمنقود» وليس غريباً.. ونحن نعيش بقايا القرون الوسطى أن يخرج المنقود شاهراً سيفه باحثاً عن الناقد ليقطع رقبته، وفي أحسن الأحوال قلمه!!. وهذا ما حدث بالفعل، فقد خرج الصديق محمد الغربي عمران شاهراً سيفه باحثاً عني، وثقافة القبيلة تحثه على المضي، لذا فقد عنون مقاله ب«جامعة ذمار لا تقبل التجريح» وكأن جامعة ذمار ليست مؤسسة مثلها مثل غيرها من الجامعات اليمنية التي هي ملك لكل أبناء الوطن ، والحفاظ عليها وتطويرها مسؤوليتنا جميعاً. ولست أدري كيف اكتشف الأخ/محمد أن المقصود بالمقال هما: وجدان الصائغ وزوجها صبري مسلم ، مع العلم أنني لم أذكرهما بالاسم، ثم كيف جعل النقد شتيمة، أليس من حقنا أن نوجّه النقد لأية مؤسسة تقصر في أداء رسالتها، وجامعة ذمار من هذه المؤسسات التي قصرت في أداء واجبها؟! وسأحيلك إلى مقال الدكتور/محمد يحيى المعافا وهو من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الذي يقول في مقاله المنشور بصحيفة «الجمهورية» يوم الخميس تحت عنوان: «معوقات الأداء الجامعي.. جامعة ذمار» يقول: «ولكن في الواقع لاتزال الإدارة الجامعية العليا وللأسف الشديد ترسخ خلال هذا الزمن من عمر الجامعة ضياع الوقت والأموال والجهد وعدم تنفيذ ما جاء في قانون الجامعات اليمنية» أتعرف لماذا يا أخ محمد يضيع الوقت والجهد والمال؟! لأن الكادر اليمني غائب عن المشاركة في صنع قرار الجامعة ورسم السياسات العامة، فالقرارات تتخذ بشكل فردي، كما يقول الدكتور/المعافا «فأعضاء المجلس لا يشتركون في اتخاذ القرارات المصيرية وفي مقدمة ذلك القيام بالتخطيط ورسم السياسات وتلبية احتياجات العملية التعليمية في ضوء مناقشة محاضر مجالس الكليات، والاعتماد على الآراء الشخصية والفردية في تسيير شئون الجامعة». الأخ/محمد اعتبر كلامي جارحاً وهو لا يعبر عن أي انسان من أبناء جامعة ذمار.. ألم أقل لكم إن الأخ/محمد يتكلم عن جامعة ذمار وكأنها ملك شخصي لأبناء المحافظة؟!. كيف بهذه الأفكار تخرج من وكيل أمانة العاصمة وهو الرجل الوحدوي، فقد اختزل الوحدة إلى ذمار، كما اختزل حزب البعث العربي الاشتراكي بمنطقة تكريت.. في آخر المطاف إن الشعارات شيء والممارسة العملية شيء آخر. أما حديثك عن حرية العمل، فأنا كما تعلم أؤمن بالمواطنة العالمية وأؤمن كذلك بحرية العمل، وأنا لست ضد من يعملون داخل البلاد.. أنا ضد التحكم بشؤون الجامعة وضد الذين يجعلون اليمن محطتهم للانتقال إلى بلدان أخرى ولسان حالهم يشتمنا صباح مساء وأنا أسمعها كثيراً داخل اليمن وخارجها. أتدري لماذا يا أخ محمد؟! لأننا شعب طيب تصل طيبته حد السذاجة، فيعتبرنا الآخر مغفلين، وإذا كنا نحترم بلادنا فعلينا أن نطبق قوانينها، وإذا كانت القومية على حساب الوطن فلتذهب إلى الجحيم، قوانين البلدان الأخرى لا تعطي للوافد أكثر من ابن البلد. قد تقول إن مبلغ 1400 دولار لا يساوي شيئاً صحيح، لكن هؤلاء لم يأتوا على شأن سواد عيوننا، وإلا لقبلوا ما يأخذه اليمني وبالريال. إن دول الجوار تعطي ابن البلد ضعف ما يأخذه الوافد ، فكيف نحن نعطي الوافد ضعف اليمني؟!.. أي وحدة تتكلم عنها بعد ذلك وأنت تجرد مفهوم الوطن من دلالته الحقيقية؟!.. ولست أدري كيف تخلط بين ذهابنا إلى الخارج للدراسة وبين العمل، فنحن عندما ندرس أو نرسل أبناءنا للدراسة ندفع رسوماً سنوية وبالدولار.. الأدهى يا أخ محمد أنك كذبت على لساني، والمؤمن لا يكون كذاباً وفقاً للحديث الشريف حينما قلت إنني وصفت طلبة جامعة ذمار بأنهم أغبياء وإنني وصفتهم بالعجز.. هذه من أقوالك أنت، وإذا كان هناك من يعتذر فلتعتذر أنت لطلاب ذمار أولاً، ولكل اليمنيين الحاصلين على درجة الدكتوراه وخاصة في العلوم الإنسانية والذين لا يجدون لهم موقعاً داخل الجامعة؛ ولن تحس بمعاناتهم إلا عندما تجد أن أمانة العاصمة استقدمت وافداً وعيّنته وكيلاً لشئون الأسواق ، ووجدت نفسك في الشارع!!. إن لغتك يا أخ محمد لغة مناطقية تدل على أنك لم تتخلص من ثقافة القبيلة بدليل قولك «جامعة ذمار وأبناء وشباب ذمار بخير، يحبون جامعتهم.. ويقدرون أساتذتهم، وكل ما قلته لا يليق بنا» وعليك أن تضع تحت كلمة «بنا» ألف خط. أما الدكتور/الصائغ ، فلن أرد عليه لأنه لم يكتب شيئاً، بل تقيأ إلى داخل الصحيفة وهو يعرف أنه لا يملك من أمره شيئاً، ويعلم من الذي يوجهه داخل كليته، وليس لي إلا أن أضحك، ولكنه «ضحك كالبكاء» كما يقول المتنبي. كلمة أخيرة موجهة إلى نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة ذمار، فقد ألقيت حجراً في المياه الراكدة، فتحركت الروائح الكريهة، والبقية عليكم، فنحن جميعاً مسؤولون عن تنفيذ برنامج فخامة رئىس الجمهورية الذي ينص على يمننة الوظائف. أما الأخ/حسن علي الخلقي، فأرجو أن تقرأ مقالي مرة أخرى، فيبدو أنك لم تفهمه.