دعوني أتصور لو أن بطل الملاكمة العالمي/ نسيم حميد وهو الذي فاز ببطولتي العالم للاتحاد العالمي للملاكمة في فبراير 97م وأكتوبر 99م كان قد قاد سيارته «بتهور» في شوارع أمانة العاصمة وتسبب في حادث مروري مروع كما حدث له في بريطانيا التي يحمل جنسيتها وأصبح رمزاً للبريطانيين في عالم الملاكمة.. وآسر قلوب وحظي بتقدير منحه وسام الامبراطورية البريطانية .. أتساءل : كيف سيُقابل إذا ما ارتكب حادثاً مرورياً في اليمن وهو بمثل هذه الشهرة العالمية الطاغية والمكانة الرفيعة التي يتمتع بها لدى محبين من مختلف المستويات؟!. هذا التساؤل أطرحه وأنا أقرأ خبر عودته إلى وطنه اليمن. وأقول بلغة حاسمة: سيُقاد مخفوراً إلى دائرة المرور بالأمانة ولن يلتفت أحد إلى قوله: «أنا الملاكم العالمي» كما لن يرضخ المسؤولون عن التحقيق في الحادث المروري إلى الضغوط والاتصالات والوساطات التي ستمارس عليهم من كل حدب وصوب من أجل اطلاق سراحه إكراماً لضرباته القاضية ، وشهرته العالمية الكاسحة !. لا لن يتساهل المسؤولون معه على حساب سلطة النظام والقانون ، ومنها الأنظمة المرورية التي يقف الجميع أمامها احتراماً وتقديراً ، بل إنه سيحال سريعاً إلى المحكمة المرورية المختصة ، ولن يطلق سراحه بكفالة مالية تسيل لها اللعاب ، حيث ستتخذ المحكمة المنظورة أمامها واقعة الحادثة المرورية قرارات صارمة ليكون الملاكم «نسيم» عبرة لغيره ممن يستهترون بالأنظمة المرورية في البلاد.. ولن تقتصر تلك القرارات على تطبيق القاعدة التي كان معمولاً بها في اليمن قبل ثلاثة آلاف عام والتي تلزم الصادم بدفع ثلثين والمصدوم ثلث والمسماة بقاعدة «ثلثين في ثلث» بل إن الملاكم العالمي سيحرم من قيادة سيارته لمدة زمنية ، وستسحب منه الأوسمة الممنوحة من الدولة ، وسيودع السجن وسيُمنع من السفر حتى انتهاء فترة العقوبة ليكون كما قلنا درساً لكل من يسيء إلى القوانين المرورية تحت شعور الإحساس بالعظمة والغرور أو الجاه أو المال والسلطة أو جميعها. وبدورها ستخوض الصحافة في تفاصيل الحادث المروري وستطالب بإنزال أقصى العقوبات في حق «الملاكم» العالمي لأنه لم يحترم الأنظمة والقوانين ، وستبادر السلطات إلى سحب الأوسمة التي منحتها له والاعتذار للشعب اليمني الذي يعتبر كسر إشارة مرور أو الاصطدام بعمود كهرباء بمثابة جريمة كبرى يستحق عليها مرتكبها أقصى العقوبات!. لذلك أقول: الملاكم «حميد» محظوظ كونه ارتكب الحادث المروري في بريطانيا وليس في اليمن!.