اليوم الإثنين - وبحسب الدعوة الرئاسية المعلنة - يرعى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح اجتماعاً لرؤساء - أو أمناء عموم- الأحزاب والتنظيمات السياسية. الخبر المنشور منذ أيام قلائل تضمن دعوة مقتضية من رئيس الجمهورية لرؤساء الأحزاب .. مشيراً إلى «اجتماع لبحث كافة القضايا الوطنية في إطار جدول عمل مفتوح». بالتأكيد، ثمة دعوة مفتوحة لرؤساء أو أمناء الأحزاب والتنظيمات السياسية، وهذا يعني أننا لن نضطر إلى مجارات هواة الفرز أو التخصيص الحزبي لمسميات بعينها، واعتبارها وحدها مستحقة الصفة والمعنية بالدعوة. في حوارات سياسية سابقة، بعضها لا يزال قائماً - كما يقال بكل تأكيد ، لاكما نرى - كانت أحزاب اللقاء المشترك تتشدد في أن يقتصر الأمر عليها وحدها فقط، ويتم إقصاء آخرين يتواجدون في الساحة ولكن خارج شرعية «المشترك»! الأمر يختلف هذه المرة.. فهناك دعوة عامة - كما أرجح بالطبع - وبالمثل هناك جدول عمل «مفتوح» أكدت عليه الدعوة والخبر المشار إليه، والانفتاح هذا يجعلنا نتفاءل بإمكانية إحداث تطبيب إيجابي- ومطلوب - في الحالة السياسية والمشهد الحزبي المنهك بأثقال - وربما أوزار- «النضال السلمي» الموسمي بامتياز! الأمل يُصر إلا أن يجد لنفسه موطئ قدم وسط هذا الجو المغلف بالروحانية الرمضانية، بأن يواكب القادة الحزبيون المعنيون بالدعوة والحضور سمة الانفتاح، وأن يفعلوا المثل: بعقول مفتوحة وقلوب متفتحة. فلربما فعلها الجماعة هذه المرة واستحقوا أن نصفق لهم! في جميع الأحوال.. رئيس الجمهورية يظل داعية الحوار الأول في هذه البلاد- بدرجة قصوى - ولا ينفك مشجعاً الفرقاء على الحوار مهما أرادوها «دومانية»! ولأنه الرئيس.. يحافظ دائماً على منطقة وسط يلتقي عندها الجميع، ويعود الجميع إليه باعتباره القاسم المشترك. تدفع الأمور أحياناً إلى مناطق قصية ملبدة بالغيوم، وكأن الفرقاء يطلبون الفراق لا الوفاق، ولكن الحكمة الراجحة تكبح فاعلية الشطط هنا وهناك، ويوفق الجميع، آخر الشوط، بحتمية الاحتماء بالحوار.. وداعية الحوار. علّ الأحزاب المجتمعة اليوم تستفيد من الفرصة.. وتوظف المناسبة لخير قادم.. بإذن الله، من يدري؟ نأمل ذلك. شكراً لأنكم تبتسمون