الرئيس يدعو المعارضين في الخارج العودة إلى الوطن وممارسة كافة حقوقهم ونشاطاتهم السياسية، ضمن أحزابهم القائمة أو في إطار أحزاب جديدة لهم الحق في تأسيسها إذا هم أرادوا ذلك. في المقابل .. المعارضة في الداخل لاتزال عند موقفها الأول والأخير في اتهام السلطة بالتحجير على الناس والتضييق على الحريات السياسية والمعارضة الحزبية. الرئيس يدعو الأحزاب والفعاليات السياسية والمدنية إلى حوار وطني مسئول حول مختلف القضايا التي تهم الوطن وتشغل المواطنين. المعارضة - كعادتها - تتهم السلطة والحكم بالنفور من الحوار وتعطيل الحوار وإفشال الحوار.. الرئيس يؤكد أن الوطن يتسع للجميع والمعارضة تؤكد أن الوطن يضيق بأبنائه وأحزابه! كثيرة هي المفارقات من هذا النوع فلايكاد رئيس الجمهورية يقول شيئاً أو يتخذ قراراً أو ينجز خطوة باتجاه الشراكة وتعزيز المشاركة الجماعية وتطبيب الجراح حتى تسارع المعارضة إلى الاتهام بالعكس والذهاب إلى احتقانات جديدة. الجديد لدى المعارضة هو معنى آخر للقديم، اللغة ذاتها والعناوين نفسها ترفع في كل مناسبة ومرحلة حتى يعتقد المرء أن المعارضة من لازمها المناقضة والضدية الدائمة وإن لم يكن للأمر مسوغ أو ضرورة موضوعية. الضرورة الوحيدة هي التي تأخذ شكل الأزمة ومضمون الفشل في مجاراة المرونة التي يظهرها باستمرار رئيس الجمهورية ويتعامل بها مع مناوئيه ومعارضيه، وقد عجز الفرقاء في مناسبات مختلفة عن استقبال الرسائل وقراءة المضامين كمايجب لاكما يحبون هم. حينما يعلن الرئيس التسامح في وجه الجميع، ويفتح قلبه وصدره أمام هؤلاء وأولئك من المعارضين وأصحاب المواقف والآراء ويشجع، بل ويدعم حق الجميع - وفي المقدمة منهم معارضوه الألداء - في أخذ دورهم ومكانهم ضمن العملية السياسية والانخراط في الحياة الحزبية والمنافسة المتكافئة، فإن الأمر أبعد مايكون عن محاولات التجاهل أو التجهيل التي تشتغل عليها لغة التقاطعات والتضاد المستعر في عقليات حزبية ترفض الانفتاح على الشراكة وتبقى حبيسة أزمة لا آخر لها. لايمكن أن تكون الديمقراطية محرقاً أو مذبحاً كبيراً.. وإلا فإن المجتمع بكامله هو الضحية والخاسر ولكن العقل يوجب التعقل في كل شيء.. وطالما بقينا عقلاء لن يهزمنا الجنون دفعة واحدة. شكراً لأنكم تبتسمون