في رمضان تُصفّد الشياطين، لكن البعض عندهم مناعة، وعلاقتهم بالشيطان ووساوسه لا تنقطع، وربما في رمضان تخف قليلاً؛ لكنها لا تنتهي..!. لا تستغربوا.. فكل وساوس الشياطين إثم وليس بعضها، وكثيراً ما قادت إلى ارتكاب المحرمات، وأوصلت من يتبعها إلى التجني على الآخرين بالغيبة والنميمة وزرع الفتن في أقل الأحوال!!. غير ذلك كثير، ومن يرد أن يعرف كيف أن الشياطين تجمعهم علاقة حميمة مع البعض؛ عليه أن يزور الأسواق في هذا الشهر وخاصة تلك التي تشتهر بالازدحام!. البعض من الشباب وكأنه لم يعد أمامه سوى شهر رمضان للخروج إلى الأسواق بكامل زينته الموضوية والتي تدعو إلى الأسى والحزن على الحال الذي وصل إليه شباب اليوم، يدلفون الأسواق للمعاكسة و«المهاوزة»، وملاحقة بنات الناس بلا أدب، وبوقاحة تتجاوز ما عُرف عن مجتمعنا وشبابنا!. وليس الشباب - فقط - السبب في تفشي ظاهرة المعاكسة في رمضان؛ هناك شابات يخرجن للأسواق في كامل زينتهن ويلبسن ما يلفت وما يثير، ولا يكتفين باللبس "الضيق" أو العيون "المزينة" بل يعجبن بأنفسهن، ويتبارى بعضهن البعض على طرق جذب الشباب بالنظرات المختلفة!. وإذا ما كانت الضوابط الأمنية تحد من مثل هذه التصرفات الشيطانية في ظل تضاعف اهتمام ومسئولية الشرطة الراجلة وشرطة الأدب في هذا الشهر؛ إلا أن الإجراءات أحياناً لا تفي بالغرض، فهناك تنازلات تحدث بين الضابط والمضبوط، وأحياناً علاقات بين شلل من الشباب المتسكع وبعض جنود الشرطة الراجلة، فيتم غض النظر وترك الحبل على الغارب، وهذا ما نتمنى أن يتنبه له المسئولون عن ذلك!!. ولأننا في زمن التكنولوجيا وعصر الحداثة والتطور، فالشيطان أيضاً متطور، واسألوا أصحاب الدردشات في "النت" وفي الهواتف المحمولة، وكيف يقضون معظم الأوقات في عبادة الشهوات، وإسراف الكثير من الأموال!. قال لي أحد الزملاء الأعزاء: «شركات الاتصالات تكسب ذهباً، وبعض الشباب والشابات يدردشون، والشيطان يتفرج مرتاح البال، يجمع ولا يفرق!». ما أتمناه للشباب والشابات هو أن يحاولوا قدر المستطاع الابتعاد عن وساوس الشيطان وطريق الخطأ، وأن يجعلوا من رمضان فرصة ثمينة لمضاعفة الحسنات والإقلال من السيئات. وليس العيب الوقوع في الخطأ؛ وإنما العيب هو تكراره، ونحن لسنا منزهين ولا بعيدين عن ارتكاب الأخطاء؛ لكنا مطالبون بعدم الدخول في منافسة مع الشياطين إلى حيث ما يزيد الذنوب. لماذا لا نتبارى مع النفس لضبطها، والإكثار من الخير، والابتعاد قدر الإمكان عن الشر؟!. النفس كما هي معروفة أمّارة بالسوء، وبإمكاننا أن نفوز عليها، ولا يعني خسارة الإنسان مرة أو مرتين أو أكثر أمام رغبات ونزوات السوء ألا يلتفت إلى إمكانية الفوز، فلا استحالة أن تتحول الخسارة إلى فوز متى ما وجدت النية الصادقة والعزيمة والإصرار. واسألوا الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل.