راشفورد يجرّ نيوكاسل للهزيمة    تعز.. إصابة طالب جامعي في حادثة اغتيال مدير صندوق النظافة    تجربة الإصلاح في شبوة    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    حين تُغتال النظافة في مدينة الثقافة: افتهان المشهري شهيدة الواجب والكرامة    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    وعن مشاكل المفصعين في تعز    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    عاجل: بيان مجلس القيادة الرئاسي – 18 سبتمبر 2025م    القوات المسلحة: ضرب أهداف حساسة في (يافا وأم الرشراش وبئر السبع)    اللجنة الوطنية للمرأة والأمن والسلام تدين جريمة اغتيال القيادية افتهان المشهري وتطالب بالعدالة الفورية    وقفة احتجاجية في المعهد العالي بالجوف تنديدا بجرائم العدو الصهيوني    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    انخفاض صادرات سويسرا إلى أميركا بأكثر من الخُمس بسبب الرسوم    مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي عبدالله الهادي    السيد القائد يوجه تحذير شديد للسعودية : لا تورطوا أنفسكم لحماية سفن العدو    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الأرصاد: حالة عدم استقرار الأجواء ما تزال مستمرة وتوقعات بأمطار رعدية على أغلب المحافظات    المحرّمي يعزِّي في وفاة المناضل والقيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي    استمرار نزوح الفلسطينيين هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزه    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    تغييرات مفاجئة في تصنيف فيفا 2025    أمنية تعز تحدد هوية المتورطين باغتيال المشهري وتقر إجراءات صارمة لملاحقتهم    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    برغبة أمريكية.. الجولاني يتعاهد أمنيا مع اسرائيل    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    يامال يغيب اليوم أمام نيوكاسل    مفاجأة طوكيو.. نادر يخطف ذهبية 1500 متر    النصر يكرر التفوق ويكتسح استقلول بخماسية أنجيلو    نتائج مباريات الأربعاء في أبطال أوروبا    دوري أبطال آسيا الثاني: النصر يدك شباك استقلال الطاجيكي بخماسية    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    مواجهات مثيرة في نصف نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    مجلس وزارة الثقافة والسياحة يناقش عمل الوزارة للمرحلة المقبلة    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    غياب الرقابة على أسواق شبوة.. ونوم مكتب الصناعة والتجارة في العسل    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(ملحق الإنسان) التقى عينات من الشباب والشابات
المعاكسات.. ظاهرة تنبئ عن فساد أخلاقي

بات الحديث عن المعاكسات في أوساط شبابنا اليوم حديثاً ذو شجون يطول الحديث عنه بكل تفاصيله .. وبكل تأكيد إذا تحدثنا عن المعاكسة فإن الطرف المعاكس هم الشباب والضحايا هن الفتيات اللآتي يتعرضن للمعاكسات المعبرة عن سوء خلق وتربية من يقومون بها من الشباب، فمن حق المرأة (شابة أو متزوجة) أن تعيش حياتها بأمان بعيداً عن المضايقات، ولها الحق في المشي في الشارع دون تعرض أو تجريح، ولها الحق في الذهاب إلى العمل طالما وهي ملتزمة بالآداب والأخلاق والسلوكيات.
صور المعاكسات عند هؤلاء الشباب تتعدد صورها، فمنهم من يقومون باختيار الأماكن التي يكثر فيها تواجد الفتيات مثل الكليات وأبواب المدارس والشوارع المشهورة ببيع ملابس النساء والأسواق حيث يتم مضايقة البنات بالنظرات الحادة والكلمات البذيئة والمشي خلفهن ومزاحمتهن على الباصات وفي الأسواق المزدحمة.... إلخ.
وعلى النقيض بدأ يظهر في الآفق قيام بعض الفتيات بمعاكسة شباب في محلاتهم أو في الشارع جاعلات من أنفسهن انداداً لتصرفات بعض الشباب الضال المتخلي عن العادات والاخلاقيات والسلوكيات الرفيعة.
(ملحق الإنسان) التقى عينات من الشباب والشابات متناولاً معهم هذه الظاهرة ودوافعها وأسبابها وما مدى تأثرهم بسلوكيات بعض الفنانين والفنانات.. وهل بالفعل يندفعون نحو الافلام الساخنة التي تقوم بعرضها بعض القنوات ؟
تقليد الفنانين
(الخنساء) طالبة جامعية – مدينة إب – تقول نحن كفتيات نتعرض باستمرار في الشوارع والأماكن العامة للعنف والذي يتمثل بالالفاط الجارحة والبذيئة والتحرشات والمعاكسات والاحتكاك المتعمد وأحياناً كثيرة للسرقة أو ما شابه ذلك قبل الشباب؟
الفتاة قد تكون في أحيان عدة هي السبب بسبب لباسها أو مشيتها أو حتى وجود رغبة لديها لمعاكسة الشباب والتسلية لكن لا يمكن بأي حال أن نجعل من الفتاة هي (التي تمارس العنف) وهي العامل الرئيسي والمباشر للعنف الموجه ضدها تحت مبرر التبرج أو المبالغة في الزينة وابداء المفاتن لأن أولئك قليلات جداً ولا يمكن تحميلها كل ما يحصل تجاهها من عنف.
وتتابع (الخنساء) حديثها بالقول: لن أذهب بكم بعيداً ففي يوم أمس ركبت في إحدى الباصات المتوجهة إلى الجامعة.. فركبت في الكرسي الأوسط كان هناك مجموعة من الشباب في الكرسي الخلفي يرددون كلمات في منتهى الوقاحة وبألفاظ تخدش الحياء إضافة إلى أنهم يقومون بتناول السجائر وأرى وأشم أدخنتها أمامي وكأنهم يتعمدون ايصال (الدخان) إلى أبعد مدى ومع ذلك في البداية لم الق لهم بالاً ومع استمرار صعود الأدخنة من أمامي وسماعي لضحكات عالية ومقرفة ساعتها لم أدر كيف أتصرف فشعرت بالخوف والخجل... كدت أنفجر من الغيظ وبمجرد توقف الباص نزلت بسرعة وضحكاتهم تلاحقني.. عند عودي إلى البيت وجدت أن الحجاب الذي يغطي رأسي به مجموعة كبيرة من ثقوب السيجارة عندها أدركت أن ذلك حدث بفعل مشاهدة الأفلام.
شباب طائش
أما (هيفاء.ع) فتقول: بالفعل لقد تعودنا على تصرفات بعض الشباب الطائش وتظل استجابة الفتاة هي مقياس نجاح هذا الشاب أو ذاك في تصرفاته ومعاكسته لكن هناك ما هو أفظع فهل تصدقون إذا قلت لكم أن معاكسات الفتيات لا تقتصر على الشباب فحسب فهناك أناس طاعنون بالسن يقومون بمعاكسات الفتيات دون حياء أو خوف من الله ثم تسرد (هيفاء) قصة حدثت لها أثناء ركوبها لإحدى الباصات وأثناء سير الباص الذي توقف فجأة ليصعد رجل على وجهه ملامح الكهوله ولانه شيخ كبير فقد سمحت له بالجلوس بجواري واعتبرته بمقام الوالد ولكن كلما مر الوقت اشعر أنه يحاول الالتصاق بي ويفتعل حركات لا تليق حتى بالصغار، وقتها اضطررت لايقاف الباص ونزلت في الشارع ثم دخلت إحدى مراكز الاتصالات والمفاجئة أنني بمجرد أن أنهيت المكالمة واستعددت للخروج إذا بي أرى هذا الرجل واقفاً أمامي كالشبح المرعب.. عندها أنتابتني حالة من الذهول والقلق ولكني تحاملت على نفسي واخذت بيد الرجل ادخلته إلى (كبينة) الاتصالات واغلقت عليه الباب ثم ذهبت.
أما الأخت (شفاء) والتي تجلس على مقربة من زميلتها هيفاء فقد أكدت كلامها بالقول: صحيح هناك أناس طاعنون بالسن لا يخافون من الله ففي إحدى الأيام وأنا أسير في شوارع المدينة إذا بشخص كبير في السن يندفع نحوي وأخذ يمسك بذراعي ويهمس في أذني بكلمات بذيئة فصرخت في وجهه فلم تجد هذه الصرخات نفعاً فأمسكت بصدره بيدي والأخرى صفعته صفعة قوية سمعت دويها في أذني ولكني لم استطع الافلات منه بسهولة وبالصدفة مر من أمامنا (طقم) عسكري فشاهدوا المشهد فنزلوا بسرعة البرق وفضوا النزاع بطريقتهم الخاصة (والله لا وراكم).
زوجي مغرم بإحدى الفنانات
وتتحدى الأخت (أم نافع) عن ظاهرة معاكسات الفتيات بالقول : لقد أصبحت ظاهرة المعاكسات كلعنة تطارد الفتيات والنساء بصفة عامة ولم تعد المعاكسة مرتبطة بمكان معين أو فئة معينة أو بأوقات معينة حتى يمكن تحاشيها لقد تطورت هذه الظاهرة بالفعل واستفحلت وأخذت مداها ودائماً ما تسبب في نشوب معارك في البيوت والشوارع وفوق الباصات.
وتؤكد (أم نافع) حديثها بقصة حدثت لها مع زوجها بالقول: كنا قريبي عهد بالزواج حيث لم يمض على زواجنا سوى أسابيع معدودة، فقررنا الخروج بنزهة في شوارع المدينة لشراء بعض الحاجيات من الملابس والحلويات .... إلخ.
وعند أمام إحدى المحلات المشهورة ببيع الملابس ولأن المحل كان مليئاً بالنساء فقد قرر زوجي ان ينتظرني على بوابة المحل.. والمفاجأة عند عودتي شاهدته من بعيد يقوم بمعاكسة إحدى الفتيات ويعطيها رقم الموبايل الخاص به .... عندها جن جنوني ورجعت إلى بيت أهلي لمدة شهر كامل وبعد ذلك برر عمله أن تلك الفتاه تشبه (هيفاء وهبي) وجاء العذر أكبر وأعظم من الذنب.
بيوتنا من زجاج
أما (سميرة) طالبة جامعية فتقول: إن الشباب عندما يعاكس فتيات الشوارع لا يحسب للأخلاق والقيم والمبادئ والشرف أي قيمة، ولكن إذا ما سألنا هذا الشاب هل تسمح لأحد ما أن يمارس السلوك مع محارمك من النساء سيقول بكل تأكيد: لا، بل سيعد ذلك جرماً شنيعاً.. إذاً كيف يحق لشاب أن يؤذي النساء في الشارع ولا يسمح للآخرين بمضايقة أهله هل نسي أن بيته من زجاج.
ثم تسرد (سميرة) قصة حدثت لها ففي إحدى الأيام الممطرة كانت تقف أمام منزلها فإذا بأحد الشباب يمر من أمام المنزل ويلتفت نحوها.. ومن ثم أخذ يجول في الشارع ويصل إلى أمام المنزل ثم يقف مرسلاً إشارات الاعجاب والهيام والغرام فتعجبت من هذا الأمر كثيراً فتوجهت نحوه وطلبت منه أن يفتح الباب حتى أصعد للركوب معه.. فذهل من طلبي ، وقال لكن هذا (موتر) فقلت له هي روح أطلب الله وبطل هذه الحركات قبل ما يحصل لك شيء ما تتوقعه.. فأنصرف بكل أدب واحترام.
شباب يتحدثون
الشاب ماجد أفندي يقول: نحن الشباب لا نتعرض إلا البنات اللواتي يتضح من خلال شكلهن ولبسهن وطريقة مشيهن أنهن يميلين للمعاكسة.
ويؤيده في ذلك الشاب زياد الخولاني بالقول: أنا أعاكس الفتيات في أماكن محددة والتي غالباً ما تزدحم بها الفتيات لأني حينها أكون بعيداً عن أعين الناس الذين يراقبوني ويكلموا الوالد الذي يسكن في القرية ويؤكد زياد أنه لا يعاكس البنات عندما يكون في القرية لان الأعراف هناك لا تسمح بممارسة أي تصرف مخل وخارج عن الأدب.
أبي والقنوات
أما الشاب بندر فيرى أن ظاهرة المعاكسات متعددة ومنها المعاكسات الهاتفية والتي يمارسها الكثير من الشباب الطائشين والمراهقين ولم تعد المعاكسات مقتصرة على الشباب بل هناك فتيات يقمن بذلك فمع امتلاك الزوج والزوجة والأخ والأخت والتلفون (السيار) صارت المعاكسات الهاتفية تتسبب في وقوع الكثير من المشاكل والخلافات الأسرية بين أرباب الأسرة والأمهات والبنات، ولطالما لمسنا الكثير من الخلافات وتدب نيران الشك بين أفراد الأسرة الواحدة وتشتعل في رؤوس وعقول وقلوب أولياء الأمور فور تكرار المضايقات الهاتفية التي تأخذ من قبلهم على أنها مناورات من قبل الشباب لمعاكسة بناتهم هذه المعاكسات الهاتفية تؤدي بالطبع وإن كان شكاً إلى فقدان الثقة بالبنت البريئة وعدم تصديق محاججتها والتسليم بأنها غير صادقة وهو ما يترتب عليه حرمان البنات من الهواتف المحمولة أو قطع التلفون الثابت عن البيت.
ويقول (محمد حزام) رب أسرة.. ذات ليلة وبينما نحن نغط في نوم عميق إذا بتلفون زوجتي يرن فتركته يرن في المرة الأولى والثانية وفي المرة الثالثة قلت لزوجتي ردي على التلفون فربما هناك شيء ما من أهلك أو.... أو..... إلخ.
فقامت وردت على التلفون، فإذا بالمتصل يظهر من صوته أنه شاب، فقالت له ماذا تريد، فقال: لم استطع النوم أريد امرأة مثلك تنادمني في هذا الليل الطويل.
فأعطتني على الفور التلفون وعندما سمع صوتي أغلق على الفور الخط عندها لم استطع النوم وأخذت أضرب هذا الأمر أخماساً في أسداس وحتى وصل بي الأمر إلى الشك بزوجتي، فقمت وأخذت التلفون واتصلت بذلك الشاب، فقلت له، من أعطاك هذا الرقم فقال: مالك أنت زعلان هكذا هذا الرقم أعطاني أياه أحد الأصدقاء ثم بعد ذلك ومن خلال اللقاء اتضح لي أنه يتصل من صنعاء بينما أنا في مدينة إب، فقلت له وهل تعرف صاحبة هذا الرقم، فقال إنها جارتي.. عندها أدركت أن زوجتي بريئة وأعوذ بالله من وساوس الشيطان ومن الشباب المعاكسين في آخر الليل.
الحذر
هناك الكثير من النساء خاصة الفتيات يتضايقن من تلك المعاكسات في الشوارع أو في المدارس أو في الكليات وفي الأسواق وصرن لايشعرن بالأمان في ظل وجود مثل تلك الذئاب البشرية التي تخلت عن الاخلاق والحياء والعفة.
وذلك ماتؤكده الدكتورة الهام المنحى اخصائية اجتماعية والتي تتابع حديثها بالقول: نحن اليوم نعيش في زمن مليء بالإغراءات التي تدفع الشباب للوقوع في مستنقع الرذيلة وصار العديد منهم يواجهون الأخطار من كل جانب، وما عليهم سوى الانتباه والحذر.
والغريب بالامر كما تقول الدكتورة الهام أن هناك أشخاصاً متزوجين ومع ذلك تجدهم يطيلون النظر ويتمادون في ذلك وقد يقعون في الفاحشة التي من أهم أسبابها المعاكسات بطرقها المختلفة لأن العين تزني وزنا العين النظر فالنظر إلى ماحرم الله يفتح نوافذ مسدودة قد تسقط صاحبها في الفاحشة.
بناء الثقة
إلى ذلك يقول المحامي عبدالغني الرماني، بأن ظاهرة المعاكسة والتي قد ينتج عنها تحرش جنسي تعد جريمة أخلاقية قبل أن تكون جريمة قانونية، وقد حرمت في شريعتنا الإسلامية التي ركزت على الجوانب الأخلاقية في بناء المجتمع لبناء الثقة بين الرجل ومعاملة المرأة كإنسان وليس كجسد وقد جاء في القانون أن التحرش جريمة يعاقب عليها.
وأضاف الرماني: من واجب الجهات المسئولة في المحاكم أو الأقسام أو البحث الجنائي تتبع مثل هذه التصرفات والتي ينتج عنها أشياء مخلة بالقيم والمبادئ الإسلامية السمحاء.
ويستطرد قائلاً: لابد من أخذ موقف جاد من قبل المجتمع ورجال الشرطة إزاء هذه الظاهرة حتى تتمكن المرأة من ممارسة حقها في الخروج دون أن تتعرض للمضايقات وهذا من حقها وعلى المجتمع حمايتها لمنع المنحلين عنها فمن غير المعقول أن تبقى المرأة حبيسة الجدران الأربعة.
بوليس آداب
أما د. نوال الصباحي اختصاصية اجتماعية في مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل فتقول:
أعتقد أن أغلب من يقومون بالمعاكسات والمضايقات وهذه السلوكيات هم من الشباب الذين يعيشون في مرحلة المراهقة، وأن الأسباب التي أدت إلى استفحال الظاهرة تعود في الأساس إلى غياب دور الأسرة في مجال تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الأخلاقية السليمة.
وتؤكد الدكتورة نوال في سياق حديثها عن هذه الظاهرة بأن كثيراً من الآباء والأمهات يجهلون وسائل التربية ولايدركون ماهية الوسائل التربوية الخاصة في التعامل مع الأبناء خصوصاً عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة.
كذلك غياب التربية الأخلاقية من مناهج ومراجع المؤسسات التربوية والتعليمية أدى إلى انتشار هذه الظاهرة في مجتمع محافظ كمجتمعنا اليمني.. وتوضح الدكتورة بأنه في ظل تنافس القنوات الفضائية الإعلامية المختلفة الغث منها والسمين أصبح شبابنا اليمني محاطاً بهبوب مختلف الثقافات التي أثرت في مفاهيمنا وقيمنا التربوية خصوصاً في ظل عدم قدرتنا على المحافظة على هويتنا الثقافية وتؤكد أن المجتمع اليمني كان إلى فترة قريبة جداً متحلياً بكل القيم الأخلاقية برغم شيوع الجهل وانتشار الأمية في أوساط الأمهات.. ومع ذلك فقد كانت أي أسرة تعمل على غرس القيم والأخلاق في نفوس الأبناء منذ الطفولة فينعم أفراد المجتمع بنشأة سوية، لكن الحاصل الآن أننا نعيش اغتراباً ثقافياً في المجتمع اليمني.
وتضيف: بعض الآباء وللأسف الشديد يعطي لأبنه مفتاح سيارته الفارهة ويتركه يسرح ويمرح في الشوارع يطارد الفتيات في الشوارع وفي أبواب المدارس بمنتهى الفوضى والعبثية مما يؤدي إلى عواقب سيئة جداً تصل أحياناً إلى إزهاق الأرواح.
أيضاً هناك جماعة الأقران تلعب دوراً مهماً في إنتاج سلوك الفرد وعلى الأسرة معرفة نوعية الأصدقاء للأبناء.
أضف إلى ذلك أن بعد الآباء والأمهات عن الفتاة في مرحلة المراهقة يؤدي إلى وقوع المشاكل فالأب إذا لم يرب أبنته على طرح همومها ولم تشعر بقرب أبويها منها فتضطر للتعامل مع إفرازات المرحلة وفق خبرتها الخاصة في الحياة وهذه الخبرات تكون محددة جداً وعندها يقع مالا يحمد عقباه يندم الآباء ولكن بعد فوات الأوان وللعلم أن أكثر ضحايا مرحلة المراهقة هن من الفتيات.
أما بالنسبة لمضايقة الفتيات إلى حد السلوك العدواني على الفتاة في الشارع فهذا الوضع بحاجة إلى وجود بوليس آداب.
الهرولة صوب الانفلاق
أما الدكتورة أشواق الحالمي اختصاصية نفسية فتؤكد أن لعنف الشارع المتمثل بالمعاكسات والألفاظ البذيئة والتحرشات آثار نفسية على المرأة وتأثر سلوكيات الشباب تجاهها في الشارع وهي تكبت ذلك لكونها تدرك تماماً أنها إذا ما استخدمت حق الرد على الشاب قد تتعرض لمضايقات أكبر وقد يحملها المجتمع الخطأ باعتبارها أنها المثيرة للعنف وأنها هي السبب الرئيسي والمباشر للفت الشاب إليها.. هذا من جانب أما الشيء الآخر حسب ماتطرحه الدكتورة أشواق فهو عدم الشعور بالأمن ويندرج تحته قلق وخوف وبالتالي فإن الفتيات يعزفن عن الخروج أو التردد على الأماكن العامة والحدائق والمرافق الترفيهية وغيرها.. وتواصل قائلة المرأة بطبيعتها ترغب بالترويج عن نفسها لكن الخروج في ظل وجود ظاهرة المعاكسات يثقل المرأة بالضغوط النفسية التي تتحملها إلى جانب الأعباء الأسرية وهموم العمل بالنسبة للعاملات فتنعكس تبعات ماسبق بشكل سلبي على أداء المرأة وحدة مزاجها وحالتها النفسية بما يفضي بطبيعة الحال إلى تراجع قدراتها وضعف تركيزها وعطفاً على ذلك الخلل تتسرب المشاكل وتحدث فجوة كبيرة من الإشكالات الصحية والنفسية وبالتالي الهرولة صوب القلق أو التخلف إن صح التعبير.
رأي الدين
من المؤكد أن أهم أسباب المعاكسات والتصرفات اللامسئولة من قبل بعض الشباب والنظر إلى ماحرم الله هو ضعف الإيمان والبعد عن الطاعات ذلك ما وصف به المشهد الشيخ محمد الشلفي أمام مسجد ويبرر ذلك بالقول:
إن المؤمن القوي هو الذي يخاف الله ويعلم أن تلك الممارسات الخاطئة إنما هي في المقام الأول معصية لله وللرسول، لأن الله سبحانه وتعالى حرم تحريماً قاطعاً النظر إلى ماحرم الله لقوله سبحانه وتعالى “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون” صدق الله العظيم وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لامحالة، فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه” صدق رسول الله.
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذ وكذا يعني زانية».
إذ أن الابتعاد عن الطاعات وعن تعاليم الدين الإسلامي يوقع الإنسان في المعاصي والتي منها مضايقة النساء بالمعاكسات وعدم غض البصر.. ومن الأسباب الأخرى التي تجعل الشاب يقدم على هذا السلوك المنافي لتعاليم ديننا الإسلامي يقول الشيخ الشلفي هو سوء التربية، فالشاب الذي نشأ على أسس وأركان التربية السليمة لايقع في مثل تلك الممارسات لأنه تربى على الفضيلة والخلق الصالح وتلعب الأسرة دوراً هاماً في ذلك عندما يحافظ الأبوان على ابنهما منذ الصغر وينشئانه على تعاليم الدين الإسلامي وعلى الأخلاق الرفيعة وعلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين، وبالطبع التعود على الطاعات مثل ملازمة الصلاة وتلاوة القرآن وتعلم أمور الدين، يجنب الشباب مثل تلك الأعمال، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي كما أن مراقبة الأبناء ومعرفة سلوكياتهم وأعمالهم وتصرفاتهم داخل البيت وخارجه يلعب دوراً هاماً في صلاحهم..
وعندما يتخلى الآباء والأمهات والمدرسة عن واجباتهم تجاه الأبناء فإن ذلك يخلق بيئة فاسدة تحيط بهم ويسهل عليهم سلوك طرق الانحراف والتي منها ما يطرأ على بعض الشباب من فساد أخلاقي وتأثرهم بالثقافات والعادات الأجنبية وتقليدهم عناصر الفساد الأخلاقي، أيضاً هناك أسباب أخرى عديدة منها الانفتاح على مشاهدة الفضائيات الخليعة وأشرطة الفيديو الفاسدة ومواقع الانترنت الإباحية والمجلات الخليعة، وكل ذلك يساعد في فساد أخلاق الشباب والمشكلة تكمن في التأثر الشديد بكل ما يسيء إلى الأخلاق والعادات والتقاليد التي أمرنا بها الإسلام، وكل تلك الأسباب بلا شك تخلق جيلاً منحلاً أخلاقياً وسلوكياً ليس له هم سوى مواكبة الموضة والاستماع لكل ماهو جديد من الأغاني ومشاهدة كل حديث في الأفلام الإباحية ومواقع الانترنت واختيار أحدث الملابس الغربية لتكون النتيجة مأساوية وهي ضياع الشباب الذين يتوقف عليهم بناء الوطن.. ويواصل الشيخ حديثه:الرجولة أن تحس المرأة بأنها تمشي في الشارع بجوار رجل يتصف بالأمانة والشهامة والكرامة وعزة الانتماء للدين الإسلامي ليس أن يستضعف المرأة .. فعندما تمشي في الشارع تنظر لتلك التي تمشي كأنها أخت أو بنت أو أم لا تنفصل عنها.. الرحم واحد والإنسانية واحدة والمعروف واحد وكما أخاف على عرضي وكرامتي أخاف على عرض أخي المسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.