تزامناً مع احتفالات ابناء شعبنا العظيم بأعياد الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» احتفلت بلادنا بالعيد الرابع والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م المجيدة،الوليد الشرعي للثورة الأم 26سبتمبر 1962م والامتداد الطبيعي لنضالات اليمنيين جميعاً في سبيل التحرر من «المحتل والاحتلال» بعد عقود طويلة من العبودية والقهر والإذلال. وكان انتصار ثورة 14اكتوبر المجيدة تتويجاً لنضالات شرفاء وأحرار وشجعان اليمن ضد المحتل الاجنبي الذي أثقل كاهل الوطن والشعب واستحل الأرض ونهب الخيرات وقمع الحريات وفتك بأشرف رجالات اليمن الشجعان. ورحل «المحتل الأجنبي الغاصب» عن بلادنا تطارده اللعنات وهو يجر أذيال الخزي والعار بعد أن لقنه أحرار اليمن الشجعان دروساً لن ينساها والذين رأوا أن تواجد«المحتل الغاصب» على أراضيهم نقطة سوداء تشوه تاريخهم شديد البياض والنقاء والمشرق على مر العصور.وصنع شعبنا ملحمة لم ينسها التاريخ ولن يطويها في غياهب النسيان،وستظل ذكراها متجددة على مر الأيام والعصور وشاهدة على حرية الشعب وشموخ أبنائه. فثورة 14أكتوبر منجز عملاق وخلاق شارك في صنعه أبناء اليمن جميعاً دون تميز أو احتكار من قبل فئة محددة بعينها كما يحاول أن يدعي هذه الأيام المأزومون الذين يرفعون شعارات الحقد والكراهية والذين تحركهم أمراض وأحقاد حزبية ورؤى جهوية ومناطقية ضيقة،ولو كان للثورة لسان ناطق لأعلنت البراءة منهم ومن ادعاءاتهم ومن دعاواهم الباطلة. إن ثورة 14 اكتوبر العظيمة جسدت التلاحم الكبير للشعب اليمني العظيم وهي صورة حية لواحدية نضالاته ومصيره المشترك مهما حاول المزايدون والمرجفون الجهر بالسوء من القول والكلام الممجوج والذي يهدفون من خلاله إلى شق الصفوف والابتزاز وتوتير العلاقة الحميمية التي جمعت بين أبناء الوطن منذ بدء دبيب الحياة على ثرى بلادنا والتي ترسخت ونمت وتطورت في ظل الاستقرار الأمني والسياسي في هذه الأيام ،اللذين لم تشهدهما من قبل بلادنا على الإطلاق في تاريخها القديم والمعاصر. لقد قدم اليمنيون تضحيات جسيمة في سبيل بناء يمن حر مزدهر وحدوي مستقر،ووقفوا صفاً واحداً ضد كل أشكال التفرقة والعنصرية والتشرذم والانقسام ونبذوا بعيداً واحتقروا وازدروا كل من يدعو إلى هذه النعرات المقيتة،وحمل رجال الثورة رؤوسهم على أكفهم دفاعاً عن المبادئ والقيم والأهداف التي رسموها وحددوها من أجل التحرر والثورة والرقي وتقدم الشعب والوطن. إن الذاكرة تحتفظ بأسماء العديد من الأمكنة والأزمنة التي جمعت في «خندق واحد» المناضلين الشرفاء من مختلف المحافظات والمدن والقرى اليمنية في مواجهة شجاعة وحاسمة مع«المحتل والاحتلال» وأزلامه ودُماه الساذجة.وانتصرت إرادتهم وإرادة الشعب بفضل الله وتحققت ثورتهم المباركة. إن الأصوات النشاز التي تدعو إلى تقسيم اليمنيين إلى تجمعات سكانية بحسب مخارج الأصوات وطبيعة «اللهجات» أصوات تصدر عن نفوس مريضة انتهازية. استوطنتها أحقاد وضغائن ضد كل شيء جميل تراه أمامها،وهي تتحرك تنفيذاً لمخططات أسيادها المعادية للشعب والوطن وتلبية لأهوائها الضيقة ونزواتها الشخصية وتطلعاتها التي لاتتجاوز حدود إشباع الكروش بالأموال الحرام. إن ثورة 14 اكتوبر العظيمة تم التخطيط لها وتم تنفيذها وتم نجاحها لتقضي على الاحتلال والظلم والاستبداد ولكي تقضي كذلك على تلك النتوءات والأمراض النفسية التي كان يرفعها البعض في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.ومايزال أرشيف صحف تلك الحقبة يحتفظ بأدلة شاهدة على تلك الأصوات النشاز التي كان يدعمها ويساندها ويمولها ويصرف عليها «المحتل الأجنبي الغاصب» فقد استطاعت هذه الثورة المباركة أن توحد إرادة اليمنيين وتقضي على أصحاب تلك الدعوات «الانفصالية الشطرية» الذين لم يجدوا لهم مكاناً في صفوفها ولفظتهم كما يلفظ البحر الكائنات الميتة. لقد كانت ثورة 14أكتوبر ثورة كل اليمنيين،وستظل كذلك إلى قيام الساعة،لأن ذلك هو تاريخ ميلادها الحقيقي وهو أيضاً قدرها ومصيرها وهويتها..وكانت وستظل ثورة يمنية %100 ،ولايمكن بأية حال من الأحوال أن تُجير لصالح فئة أو قبيلة أو حزب مهما حاول «الطابور الانتهازي المريض» أن يستخدم من وسائل شيطانية لتضليل الرأي العام. فالذاكرة اليمنية سجلت أن صاحب امتياز هذه الثورة هو الشعب اليمني الحر.ولن تتغير هذه الحقيقة التي سجلها التاريخ في أنصع وأشرف صفحاته. إن الاحتفاء بمرور 44عاماً على انتصار ثورة 14اكتوبر يكتسب أهمية خاصة وعظيمة في حياتنا كون الأهداف التي دعت إليها هذه الثورة الفتية قد تحققت في الواقع الميداني المعاش من خلال منجزات تنموية عملاقة يشهدها الوطن اليمني وعلى كل المستويات في كل قرية ومدينة. إننا اليوم جميعاً مدعوون إلى الوقوف صفاً واحداً ضد كل الدعوات والأفكار المريضة التي قامت ثورة 14اكتوبر من أجل القضاء عليها،فهي قامت للقضاء على تلك الأصوات النشاز التي كانت ترفع الشعار المريض «عدن للعدنيين» والقضاء على تلك الأسطوانة المشروخة التي كانت تروج لمسميات تافهة «الجبالية» و«البدو» وبعض الدعوات ذات التوجه«غير الوطني».. لقد ظل اليمنيون الذين ينتمون حقيقة وأصالة إلى التراب اليمني يناضلون عاماً بعد آخر من أجل القضاء على تلك الأباطيل التي كان يروج لها«المحتل والاحتلال» وأذنابه مقابل أموال حرام يبنون بها الدور والقصور ويملأون بها كروشهم المنتفخة بأنواع وأطيب المأكولات والمشروبات ،فانتصرت الثورة وانهزموا وانهزم وإلى غير رجعة الاجنبي الغاصب وأذياله وجلاوزته. فلا مستقبل آمن ومزدهر لهذا الوطن إلا في ظل الإيمان العميق بواحدية ثورته ووحدة أرضه الطيبة..وهذه حقيقة يدركها جميع اليمنيين المحبين لوطنهم ووحدته المباركة،ومن يفكر بغير هذا فهو واهم،فلم تتحقق للوطن والشعب هذه المنجزات العملاقة في مختلف المجالات التنموية إلا في ظل وحدة ترابه التي عملت على تحقيقها الثورة اليمنية الخالدة الواحدة «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» ورجالها الشجعان ،المجد والخلود لشهداء الثورة الأبطال ،والخزي والعار والهزيمة لأعداء الشعب والثورة والوحدة والديمقراطية