احتفل شعبنا أمس بعيد الاستقلال.. وكان هذا الاحتفال حفاوة بالغة بما سخا به الشهداء اليمانون من دماء وأرواح، وبما بذله اليمانون من فداء نادر أجبر بريطانيا العظمى أن ترحل بلا عصا ولا شرف، بعد أن مرّغ اليمانون كبرياءها في الوحل بفدائية نادرة قلّ أن يوجد لها نظير في البلدان التي صادرها التاج البريطاني الغشوم !!. ولقد كان فخامة الأخ الرئىس موفقاً، أبعد ما يكون التوفيق حينما دعا كل الشرفاء والأحرار الذين غادروا اليمن بفعل ظروف، أمل الرئىس أن تكون قد انتهت إلى غير رجعة، ليعود هؤلاء الرموز والمناضلون إلى وطنهم للسير في ركب الوطن نحو تحقيق التنمية والرخاء ليتحقق الحلم الذي ضحّى من أجل أن يكون واقعاً كل هؤلاء الأشاوس الأبطال الميامين. إن صدر الوطن حنون لا يمكنه أن يرفض أبناءه، فهو يتسع لكل يمني، والأم لا يمكن أن تلحق بأبنائها لعنة أبدية، وإنما هي بكل حنان ومودة ورحمة خليقة بأن تعطف على كل أبنائها دون استثناء، بمن فيهم العاقون، العصاة. وأحسب أن الرئىس ذاته خليق بكل تقدير لأن له سوابق في التسامح والمغفرة، فلقد سامح أهل ضلالات من قبل؛ وعفا وأصلح من أمد بعيد، والذين يعرفون الرئيس علي عبدالله صالح يسجلون له هذه الميزة التي هي من أبرز مكونات شخصيته ومن أدل ما يكون على سيرته. إن عيد الاستقلال يحيي في نفوسنا جميعاً عقيدة قاتلنا من أجلها، وهي أن هذا الاستعمار البغيض إنما كان حجر عثرة أمام تنمية حقيقية ومساواة أكيدة، وعزيمة طمعت وتطمع أن يشارك كل يمني في بناء وطنه الغالي العزيز. فذكرى الاستقلال لابد أن توقظ في نفوسنا جميعاً هذه الأمنيات العزيزة في سبيل أن ينهض هذا الوطن على أساس من بناء قوي متماسك محفوف بمحبه أبنائه، عزيز بوحدتهم التي أصبحت أقوى شموخاً من الجبال، وأعتى على العواصف والزلازل. اليمن بعد استقلاله مرشح لتنمية حقيقية صادرة عن عزيمة، سيجني أبناء اليمن جميعهم خيرها في القريب العاجل.