لابد أن تجنّد الأقلام لفض الاشتباك الذي يزهق أرواح اليمنيين في صعدة، فما يحدث هو خسارة بكل المقاييس، وأهم من سفك الدماء تكريس البغضاء في نفوس اليمنيين و«تأبيد» الثارات. ولقد بادر فخامة الرئيس فأعطى كعادته فرصة للخارجين العصاة علّهم يثوبون إلى رشدهم ويتقون الله فيما يفعلون ويحكّمون ضمائرهم. والرئس يفعل ذلك عن قدرة، ويصدر في ذلك عن رحمة، لأنه الأب لكل يمني، والرحيم بكل عاق وعاصٍ ومتمرد. مئات الملايين تكلف الحرب يومياً نحن في اليمن أحوج ما نكون إليها لبناء مستشفى ومدرسة وطريق، وصعدة واحدة من هذه المحافظات التي هي في أمس الحاجة لبنية تنموية ضرورية. والأخ الحوثي جاهل بكل المقاييس، فلو كان عاقلاً لوازن بين بندقية يملكها المتمرد وطائرة ودبابة وصاروخ تملكها الدولة، ومن الحماقة أن يحارب الدولة مواطن!!. وهكذا فإن الأقلام القادرة على التوجيه والتأثير أصيبت بالخرس بما في ذلك قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، لكأنهم مجموعة من المرتزقة الذين يسعدهم التفرج على وليمة الاقتتال؛ كما قال أحد المواطنين. وكنت آمل في كثيرين من خطباء الجمعة أن يتقوا الله ويشرحوا عقاب الخارجين على ولاة الأمر، وما ادخر الله لهم من عقاب يوم القيامة، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه!!. إن دعوة فخامة الأخ الرئيس لهؤلاء المتمردين بالتوبة والعودة إلى الحق دعوة تصدر عن أب حنون وقائد محنك، أثبتت الأيام صدقه في النصح وإخلاصه للوطن وعدم ميله لسفك الدماء ورحمته بكل يمني، وكان على هؤلاء الحمقى اغتنام الفرصة بالمبادرة إلى طريق الحق والصواب. إن العالم كله ينظر إلينا، فيعجب من غياب العقل في بلد الحكمة والإيمان، ولقد كان رمضان مناسبة طيبة لحقن الدماء وإصلاح ذات البين. إن الجهات الخارجية تريد أن تجعل من اليمن لبناناً آخر؛ يحارب أبناؤه نيابة عن هذه الجهات!!. والجميع يعلم أن مال الدنيا والآخرة لا يكفي ليكون ثمن دم يمني مسلم، وعلى العقلاء أن يقوموا بواجبهم الشرعي والوطني لوأد هذه الفتنة السوداء. إن الدم اليمني لابد أن يوفر لتنمية شاملة، وما لهؤلاء الأعداء الذين يتشدقون باسم الإسلام ما إن يروا أن الأمة بدأت تسير في طريق تنمية شاملة إلا أشعلوا نار الفتنة؟!. أيها المثقفون أيها الحكماء، أيها العقلاء، لابد أن تستلهموا حكمة رئيسكم، وتقفوا معه صفاً واحداً لإطفاء نار الحرب المدمرة. وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقد خسر من كان سبب الفتنة ويستمر في إشعالها.