قال رئيس الهيئة العامة للآثار إن أهم اكتشاف أثري في اليمن منذ عشرات السنين هو الذي كان في موقع العصيبية في مديرية السدة محافظة إب.. وهو الذي عبثت به الأيادي وطاله النهب والتدمير. وقال الرجل إن أهم كشف أثري باهر على مستوى حضارات الشرق القديمة ولا يقدر بثمن هو الذي تم في بدايته عبر فريق من الآثاريين المختصين التابعين للهيئة.. ثم حصل ما حصل، وحرمنا من شاهد تاريخي آخر وثروة تاريخية لا تسعها لغة الأرقام، وأفسد النهابة موقع الاكتشاف.. وهو ذاته الذي تتحدث عنه الفقرة السابقة. دعوني أولاً أشيد بالزميل فيصل علي والحوار القيّم الذي أجراه مع رئيس الهيئة. الكلام المنسوب للدكتور عبدالله محمد باوزير يزيد من شعورنا بالمرارة وطعم الخسارة والألم.. ويُضاعف من الهزيمة المعنوية والمادية التي يفترض أن نحضرها وتحضرنا باستمرار لضياع كنز تاريخي بهذه القيمة والأهمية. ومع المشاعر السابقة نجدد السؤال: ما الذي تمّ حتى الآن في متابعة واستعادة الكنوز المنهوبة من موقع الكشف التاريخي؟ وإلى أين وصل التحقيق مع المسئولين والمختصين؟ وهل يقوم محافظ إب على متابعة الملف واستقصاء كافة جوانب العبث الأخرى بالتاريخ المستلقي هناك؟ مجدداً نكتشف جانباً جديداً من جوانب استباحة التاريخ ونهب ثرواتنا الحضارية بفعل الإهمال والتسيُّب وضعف العناية والاهتمام بالآثار المتحفية، ودائماً يحدث ذلك في إب.. حيث مدائن ومدافن الحميريين الأوائل تظل عرضة للتخريب وحقلاً للتنقيب العشوائي من قبل العابثين والمخربين. هذه المرة يقال إن متحف العود نفسه تعرض للسرقة!! وعليكم مثلما هو الحال معي أن تبتلعوا حسرة ومرارة بحجم المفاجأة، وأن تصدقوا ما يحدث: متحف رسمي مهمل يتعرض للسطو والسرقة.. فأين يمكن بعدها أن نأمن على آثارنا وهويتنا الحضارية؟ وأين نحفظ التاريخ من السرقة؟ بتعبير رئيس الهيئة العامة للآثار «نأسف لما حدث مؤخراً من سرقة لمتحف العود من قبل بعض الناس».. هكذا ببساطة.. متحف العود سُرق من قبل بعض الناس.. هل تنتهي الحكاية..؟! أم أنها يجب أن تبدأ الآن..؟ ومن يملك أن يقيم تحقيقاً وطنياً بخصوص الكوارث التي نمنى بها كل يوم؟! احفظوا معي أن منطقة العود «هي جزء من المنطقة التي تعود لمملكة حمير، وكانت مجمعاً لمعابد دينية.. وما عثر فيها من مكتشفات أثرية يدل على أهمية الجبل الذي كان يحظى باحترام الدولة الحميرية والحفريات الأثرية في جبل العود مازالت في بدايتها» كما يقول باوزير فهل يمكن أن نطالب بتحريز الجبل وحمايته؟! وهل يتحمل الأمر أخطاءً أخرى؟! شكراً لأنكم تبتسمون