قال رئيس الهيئة العامة للمتاحف والآثار الدكتور عبد الله باوزير:" إن التحقيقات تجري حاليا مع عدد من المتهمين في حادثة سرقة قطع آثارية في متحف جبل العود في ضوء تلقي الهيئة بلاغا من مكتبها في المحافظة يفيد بسرقة 48 قطعة آثارية أواخر ديسمبر الماضي في ظروف غامضة". وأوضح الدكتور باوزير أن الهيئة ومكتبها بالمحافظة باشرا فور اكتشاف الحادث بالتعاون مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظة أعمال التحري والمتابعة لإثبات الحالة، وضبط المتهمين بالضلوع في السرقة بما فيهم متهمين من حراس المتحف، وجميعهم أحيلوا إلى النيابة لاستكمال الإجراءات القانونية بشأن الحادث. ولفت إلى أن القطع الآثارية المسروقة كانت من القطع التي عثرت عليها البعثة الآثارية الألمانية التي تقوم بالتنقيب عن الآثار في منطقة جبل العود منذ عام 2002م. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن باوزير القول إن الهيئة ومكتب الآثار بالمحافظة والسلطة المحلية في المحافظة تواصل جهودها حاليا للبحث والمتابعة في هذه القضية للكشف عن خيوطها في أسرع وقت ممكن. وبرزت أهمية جبل العود التاريخي الواقع في مديرية النادرة بعد الاكتشافات الآثارية عام 1997م، حيث تم العثور فيه على العديد من القطع الآثارية النادرة، وتم على أثرها إنشاء متحف العود بغية الحفاظ على الآثار المكتشفة. كما تم العثور في أكتوبر الماضي 2006م، على عدد من النقوش النذرية التي ترجع إلى المعبود السبئي (ألمقه )، بالإضافة إلى العثور على مجموعة فنية من القطع المتنوعة المصنوعة من المعادن النفيسة، والأحجار الكريمة، والمصنوعات الفخارية. ويعود تاريخها إلى عهد الدولة الحميرية ما بين القرنين الثالث والأول قبل الميلاد. وفي اتجاه آخر عثر فريق آثاري تابع للهيئة العامة للآثار والمتاحف خلال عملياته التنقيبية في موقع آثاري بمنطقة العصيبية بمديرية السدة بإب, قبرا صخريا و تابوتا برونزيا داخل غرفة جدرانها من المرمر ترقى إلى العصر السبئي. ونقلت ذات الوكالة (سبأ) عن مدير عام مكتب الآثار بمحافظة إب خالد العنسي قوله" إن هذا الاكتشاف يعد من أهم الكشوفات الآثارية، التي حققها فريق التنقيب في منطقة جبل عصام شرق حصن ريدان، والتي تعتبر امتدادا لمدينة ظفار عاصمة مملكة سبأ وذو ريدان. وقال:" استطاع فريق التنقيب خلال عمله يوم الأربعاء اكتشاف القبر الصخري على عمق أربعة أمتار من الحفر في الموقع الآثاري، الذي تم فيه اكتشاف تابوت برونزي بحالة سيئة نتيجة الرطوبة الشديدة في المكان". وأشار إلى أن القبر والتابوت يعود تاريخهما إلى القرن الأول أو الثالث بعد الميلاد، وهي الفترة، التي عاصرت مملكة سبأ وذو ريدان"، مشيرا إلى أن الخصوصية الفنية، التي وجد عليها القبر تشير إلى أنه قبر ملكي خصوصا، وأن جدرانه بدت مكسوة ببلاطات حجرية، منوها بأن هذا الكشف سيمثل أهم الكشوفات القبرية في الجزيرة العربية. كما أشار إلى أن أعمال التنقيب ما تزال مستمرة لاستكمال اكتشاف الموقع منتقدا أعمال التخريب، التي تعرضت لها المنطقة من قبل من وصفهم ب " الباحثين عن وهم الكنوز" ما أدى إلى طمر الموقع بالطين، إلا أن الفريق الآثاري استطاع إزالة الطين، وممارسة التنقيب العلمي، وهي الأعمال التي ما تزال متواصلة.