«أردوغان» وحزبه استطاع أن يكسب ثقة الشعب التركي، وأن يكسبوا الانتخابات التركية لدورتين متواليتين.. ف«حزب العدالة والتنمية» ولد قبل دورتين انتخابيتين.. جاء من رحم حزب آخر تم حله.. هو الحزب الذي كان يرأسه «أربكان» حزب الرفاه.. هذا الحزب التقليدي قيادة وسياسة وفكراً فشل في قيادة التحولات في تركيا ، وأصيب أثناء حكمه ورئيسه أربكان بفشل سياسي وتدهور اقتصادي، واتساع مساحة الفساد مما أحدث نشوء أزمة في البلد قذفت بالحزب ورئيسه «أربكان» إلى خارج الحكم، ووقوعه تحت المساءلة التي أدت إلى صدور حكم بحل الحزب. عندما «حل حزب الرفاه» تصدر أردوغان لإعلان حزب «العدالة والتنمية» ، وهو من الشباب الذين كانوا ضمن حزب «الرفاه الإسلامي» فسارعت كل الفئات الشابة للالتحاق بالحزب الجديد الذي غير خطابه السياسي والفكري إلى خطاب عصري نهضوي.. ملامساً مشاكل الشعب التركي وطموحاته وتطلعاته وتقدم لخوض الانتخابات التركية رغم قصر عمره.. واستطاع أن يكسب الانتخابات ويفوز بالحكومة برئاسة «رجب طيب أردوغان». خلال الفترة الحكومية السابقة استطاعت حكومة «أردوغان» أن تتجاوز مشاكل الفساد، وإصلاح الأوضاع الاقتصادية.. والتعاطي مع الاتحاد الأوروبي لانضمام تركيا للاتحاد دون تقديم تنازلات أو القبول بشروط أوروبية تمس الشعب التركي عقيدة وسيادة وثقافة .. لقد كانت الفترة الماضية من حكومة «أردوغان» فترة تحولات عملية تطبيقية لم يسمعها أو يقرأها المواطن التركي من خلال وسائل الإعلام لكنه لمسها في حياته، في واقعه، في تغير أحواله بالاتجاه الأحسن.. وكل ذلك بقيادة أردوغان، الذي سئل أحد الأيام عن السر والأسباب والدعم الذي مكنه من صنع التحولات بسرعة قياسية.. فأجاب ليس هناك دعم ولا مدد ولا مساندة مادية أو نقدية من أحد.. وكل مافعلناه أننا ضربنا الفساد وأعدنا الأموال التي كانت تذهب للجيوب والأرصدة الشخصية لصالح تركيا. في الفترة الماضية من حكمه استطاع بالحوار والتعاطي المرن مع جنرالات الجيش «حراس العلمانية» أن يحيد الجيش.. ويقنع قادته أن مهمتهم هي حماية البلاد من أي عدوان خارجي.. أما داخلياً فواجبهم حماية الديمقراطية؛ لأن السلطة تأتي من خلال انتخابات.. مؤكداً لهم أن «العلمانية» في الحفظ والصون.. وفي الواقع العملي ، وليست في رأس امرأة تركية مكشوفة الرأس، أو ترتدي الحجاب .. فوضع الحجاب على الرأس أو كشف الرأس من الحريات الشخصية.. فمن تشاء الحجاب لاعليها، ومن ترد كشف رأسها لا عليها.. ونجح بمنطقه وعصرية تفكيره، ومرونته أن يحدث تغييرات وتحولات جوهرية في دستور البلاد في فترة حكمه الراهنة.