آخر المؤشرات الانتخابية الأمريكية تشير إلى زيادة فرص “ باراك أوباما” ليكون مرشحاً للديمقراطيين في المعركة الرئاسية الحاسمة، ولقد استبقت “هيلاري كلينتون” الفوز المتوقع لأوباما بمقترحها الحصيف والذي زكّاه الرئيس الحكيم بيل كلينتون، فقد اقترح بيل كلينتون أن توافق زوجته هيلاري وباراك على تناوب الرئاسة ونيابة الرئيس، وعلى قاعدة تنازل اوباما لصالح هيلاري بحيث يكون نائباً للرئيس اذا تأهلت هيلاري للشوط الأخير من الانتخابات وفازت بالرئاسة، وقال كلينتون بأن هذا يعتبر ضماناً حقيقياً لانتصار الديمقراطيين في المعركة الرئاسية، والواضح أن ما قاله كلينتون ورددته هيلاري يدل على حصافة مؤكدة، لكن اوباما اخذته العزة بالإثم وسارع إلى رفض المقترح قائلاً بأن المتقدم في المعركة لا يمكنه أن يكون نائباً للمتأخر، وبهذا القول يكون اوباما قد تخطّى المنطقة الأكثر حساسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقرر سلفاً إضعاف الديمقراطيين، ولعله كان من المناسب ان يتوافق مع هيلاري على صيغة ما، ليس من أجل الحسم بينه وبينها، فذاك أمر محسوم لصالحه، بل من أجل اضعاف فرص الجمهوريين في الوصول إلى سدة البيت الابيض . يبدو أن اوباما سيخرج منتصراً على هيلاري وحزبه معاً، وسيذهب إلى الانتخابات الرئاسية وقد تعاظمت فرص اليمين المحافظ، وسنرى كيف أن هذا التناقض الحاد بينه وهيلاري لا يخدم في نهاية المطاف إلا الجمهوريين، وبهذا يتقدم التاريخ في سخريته الملهاوية المأساوية، فباراك أوباما الديمقراطي سيصبح جمهورياً من حيث يدري أو لا يدري . نحن العرب بالذات لا نتمنى ذلك، ولا نتمنى أن يصل الى الرئاسة “ جون ماكين “، المحافظ الشرس ، سليل الحرس القديم، ذو السوابق الحربية في فيتنام والداعي إلى مزيد من الفوضى “ غير البناءة “ .