قبل السابع من يونيو - حزيران الماضي لم يكن باراك أوباما الشخص المناسب لقيادة الولايات المتحدة في نظر السيناتورة هيلاري كلنتون، لكن الأمر تغيّر بعد ذلك التاريخ الذي تمكن فيه أوباما من تحقيق السبق على السيدة كلنتون في التصويت الداخلي للحزب ، كان آخر أمل لهيلاري أن يختارها أوباما بعد تفوقه عليها لمنصب نائب الرئيس، لكن أوباما فضّل اختيار بايدن لهذا المنصب .. لاتريد السيناتورة أن يدخل اسمها ضمن قائمة عدد من المرشحين لمنصب النائب؛ فهي تعلم أن أوباما لو كان يود اختيارها لاختارها، لكن أوباما فضّل اختراق شعبيتها إلى جانب شعبيات أخرى بديلة هي قطاع العمال الذي تؤثر فيه كلينتون، لكن بدرجة أقل من بايدن كما يحضر بايدن في الشعبية النسائية؛ كونه من قدم مشروع قانون بحماية النساء من الجريمة والاعتداء . صار على هيلاري اختيار الخصم إما أوباما أو ماكين، لكن هيلاري التي خسرت الحلمين أمامها فرصة كبيرة أيضاً في أن تتحول إلى دعامة أساس في الحزب الديمقراطي الذي بدأ يتفكك ويهدد بالانشقاق بسبب سباقها مع أوباما. ليبقى الرصيد الذي يمكن صناعته داخل صفوف الحزب، وهذا ما اختارت هيلاري أن تلعبه تحديداً وبقوة . ليكن أوباما لموقع الرئيس وليكن بايدن لموقع النائب، لكن المعركة الآن ألا ينجح المرشح الجمهوري ، لا ل «ماكين» بكل الوسائل. تقول هيلاري : انكسارات وإخفاقات السيدة كلنتون وجهت فيها النقمة الى الخصم المفترض أن يكون "ماكين".. لا لماكين بأي وسيلة.. أوباما هو مرشحي، ولا بد من أن يكون الرئيس.. تلك كانت رسالتها ل17 مليون ناخب ديمقراطي هم أنصارها المنقسمون لأجلها الآن وفيهم %66 فقط لأوباما رسالة لملايين الناخبين المؤيدين لها، ممن أظهروا الرغبة في الاقتراع لماكين أو مقاطعة التصويت أكدت كلينتون ضرورة وحدة صف الديمقراطيين ووقف النزيف الداخلي الذي بات يصب في صالح المرشح الجمهوري، جو ماكين: نحن ضمن فريق واحد ولا أحد منا يمكنه تحمّل كلفة الوقوف جانباً ، هكذا تحول خطاب السيدة الأولى لدورتين انتخابيتين ل «بيل كلنتون» ففي كلمتها التي ألقتها في مؤتمر الحزب الديمقراطي تناولت كلنتون المرشح الجمهوري بما يكشف بوضوح عن تمكن في دور القائد المنقذ والخصم المحنك ، يعتبر ماكين أن الاقتصاد سليم، وهو بالتالي لا يفكر في 47 مليون أمريكي دون تأمين صحي، إنه يريد خصخصة خدمات التأمين.. "نحن في العام 2008، وما زال ماكين يعتقد بأن عدم تلقي المرأة أجراً مساوياً للرجل في العمل مسألة مقبولة.. هذا يجعل اجتماعه و(الرئيس الأمريكي جورج) بوش الأسبوع المقبل أمراً منطقياً، لأنه من الصعب التفريق بينهما،"في إشارة إلى المؤتمر العام المرتقب للحزب الجمهوري. كان هذا ممتازاً، إنه خطاب شديد القوة.. علينا أن نستمر بالسير قدماً. هذا ما قاله أوباما الذي صفق مراراً لكلمة السيناتورة الخاسرة أمامه لكنها البطل المنقذ لوحدة الحزب الذي لم يتمكن هو دونها من إعادة توحيده .. كانت تلك ساحتها التي حققت فيها موقع البطولة والتفوق رداً على تفوق أوباما في نيل شرف ترشيح الحزب له الى سباق الرئاسة المتجه صوب البيت الأبيض.وفي ذلك رد كبير من السيدة لجميع من في القاعة أيضاً، فمرشحهم نجح في الشق ولم يتمكن من إعادة التوحيد. ومع ذلك فقد جاءت لتقول إنها تؤيد "بفخر" منافسها السابق الذي تفوّق عليها في السباق الحزبي التمهيدي، باراك أوباما، وذلك في الخطاب الذي ألقته ليل الثلاثاء أمام المؤتمر العام للديمقراطيين بمدينة دنفر ومع كل ذلك يظل محبو السيدة هيلاري مشكلة مستمرة، فما زال هنالك %27 منهم يود التصويت ل «ماكين» تأديباً لأوباما الذي لم يختر هيلاري لمنصب الرئيس في خيار عاطفي أكثر منه كخيار سياسي.