قد نطلب من البعض ان يخجلوا من أنفسهم بقصد التعقل في السلوك، إلا أننا في احيان كثيرة نجد انفسنا مضطرين لمطالبة الآخر بأن (يضع على وجهه منخلاً) ، ويبعد الخجل، فثمة أمور وظروف يتحول فيها الخجل إلى سلوك شاذ، وضرب من الجنون..وإذا كنا سنتعامل معها بخجل ، ومقابلة اساءاتها وممارساتها الدنيئة بابتسامة عريضة فإننا بكل تأكيد سنجد السكاكين تحز اعناقنا، والحرائق تلتهم بيوتنا وأوطاننا في غفلة من ابتساماتنا العريضة البلهاء.. في السياسة لايختلف الوضع كثيراً عن الحياة العامة، فبعض القوى السياسية تتصرف بوقاحة متناهية، فلماذا نخجل من الذين يكذبون علينا صباح مساء، ويشككوننا حتى في ماتراه اعيننا ،وتسمعه آذاننا، فيدعون امامنا انهم الملائكة في الوقت الذي نسمعهم كل ساعة يوسوسون بالفتنة والاحقاد في آذاننا، ونراهم كل يوم يتقدمون صفوف التخريب، ومليشيات العنف والتدمير ..!؟ لماذا نخجل ممن يدعون «النضال» والشرف ، والامانة الوطنية بينما نحن جميعاً كنا الشهود على مجازرهم الوطنية ومقابرهم الجماعية وسجونهم المنفية في الجزر البحرية، ورأيناهم بأم اعيننا يذبحون ، ويسحلون ، ويعذبون، ويقتلون حتى النساء في زنزاناتهم الأمنية !! لماذا نخجل ممن يعتلي منابرنا وينهال شتماً واتهاماً وتكفيراًَ لكل من خالف حزبه، أو مذهبه، أوتفكيره، ونحن العارفين بالخفايا ، وأسرار النهب والسطو على الأراضي واموال اليتامى والفقراء ، ورحلات الارتزاق في مشارق الأرض ومغاربها, في جحافل من يحسنون الدفع بالعملة الصعبة !؟ أستغرب هذا الصمت المريب ،والابتسامات العريضة التي يقابل بها الكثيرون اولئك المروجين لثقافة الكراهية ،والساعين إلى غرس الاحقاد في النفوس. أفلا يخاف الإعلاميون ان يتحولوا غداً إلى اهداف منتخبة لمليشيات التطرف والارهاب كما هو حال مايحدث في العراق !؟ افلا يخشى المثقفون والعلماء واساتذة الجامعات من التحول إلى الخصم الأول لدعاة الفتنة، وأن تتحول مؤسساتهم العلمية والتعليمية إلى محطة للسيارات المفخخة ومسرح مفتوح لاغتيالات الجماعات الارهابية الحاقدة على العلم والمتعلمين والمثقفين وكل انجاز حضاري يتحقق في البلد !؟ أليست بداية احداث الفتنة في العراق كانت مقالات صحافية، وتصريحات مسمومة، وبيانات ،وتشكيلات لايمر يوم من غير الإعلان عن ولادة تنظيم جديد تحت شعار الديمقراطية ! إذن ماذا ينتظر مثقفونا وإعلاميونا وأساتذتنا ليغرسوا اصابعهم بعيون كل أفاك وكل داع للفتنة !! وماذا ينتظرون لتعرية الشعارات السياسية التي يجري تحتها ذبح الوطن الواحد من الوريد إلى الوريد ..!؟ وتعرية المدافعين عن المخربين، والذين يتظاهرون كل يوم مطالبين السلطة بإطلاق سراح الذين قتلوا رجال الأمن ،ونهبوا المحلات التجارية، وخربوا المصالح الحكومية والخاصة، وأضرموا النيران ،وقطعوا الطرق !؟ لماذا نخجل من الدفاع عن محلاتنا التجارية وسياراتنا ومؤسساتنا الخدمية، ووحدتنا الوطنية طالما وهم لايضعون حدوداً للوقاحة والدناءة؟! فضعوا على وجوهكم منخلاً وردوا عليهم قولهم وفتنهم وفسادهم .. وعروهم للرأي العام فالوطن لمن يبنيه وليس لمن يخربه !!