رغم خطورة الأوضاع التي انزلقت إليها الساحة اليمنية مؤخراً، إلا أن الشغب والتخريب لن يتوقف إطلاقاً مالم ندرك بأن ما يجري هو حرب مفتوحة على اليمن وليس سوء استغلال للديمقراطية ليس من مصلحة الحزب الحاكم المجاملة في القضايا الوطنية.. ولا من مصلحة اليمن واليمنيين أن يقف الحزب الحاكم خجولاً من مكاشفة الرأي العام المحلي والدولي بحقيقة ما يدور على الساحة الداخلية، طالما وأن هناك جيشاً جراراً من الأقلام والمنابر الإعلامية لا تخجل اطلاقاً من لعن الكبير والصغير، ومن جلد الوطن على مدار اليوم بشتى فنون التزييف والترهيب للمواطنين. لماذا يخجل الحزب الحاكم من تعرية أدوار أحزاب اللقاء المشترك في اشعال الفتنة الانفصالية ابتداءً من حصر نشاطه السياسي داخل الخارطة الجغرافية للشطر الجنوبي، ومروراً بخطابات ومهرجانات التحريض تحت شعار «الجنوبية» حصراً، وانتهاءً بتفريخ المشاريع السياسية الصغيرة ذات التوجه الانفصالي، ورعايتها الكاملة، وصولاً إلى اطلاقها لنهش الوطن وتخريبه !؟ لماذا لا أحد يقول للرأي العام إن مليشيات التخريب في الضالع ولحج هي نفسها التي تظاهرت قواعد المشترك لإجبار السلطة على تركها تخترق قانون المسيرات والمظاهرات.. وأن زعماء التخريب هم أنفسهم من أفتى أحزاب المشترك بإلغاء العبادات المسائية في الشهر الفضيل رمضان وإبدالها بمظاهرات تجوب المكلا ليلاً طلباً لإطلاق سراحهم ! وأنهم هم من أقاموا مأدبة حافلة احتفالاً بإطلاق سراح من يقودون التخريب اليوم. لماذا لا تعرض وسائل إعلام السلطة «المرئية» صور التخريب والدمار والحرائق، والضحايا الذين خلفتهم الأعمال الإجرامية الأخيرة، مصحوبة باستعراض موقف أحزاب اللقاء المشترك ودفاعها المستميت عن مرتكبيها، ومطالبتها بإطلاق سراحهم. إن الخجل الذي نتعامل به مع الأحداث شجع أحزاب المشترك على اللعب على المكشوف بعد أكثر من عام من اللعب من تحت الطاولة.. فهي اليوم بكل جرأة تدافع عن المخربين فلينظر الشارع إلى أي مدى بلغت الاستهانة بعقول المواطنين بحيث يسمون الحرائق ونهب المحلات وإحراق المرافق الخدمية «نضالاً سلمياً» ويسمون زعماء التخريب «مناضلين» ! اليوم وبعد أن استعادت الدولة هيبتها واستقرت الأوضاع الأمنية أليس من حق المواطن أن يعلم بكل ما يحدث خلف الكواليس كي لا يتحول إلى حطب الفتنة !؟ أليس ما تقوم به هذه الأحزاب هي حرب مفتوحة ؟ فما الفرق بين تدمير مؤسسة بصاروخ من خارج الحدود أو بالقنابل أو بالحرائق طالما النتيجة هي الخراب وحرمان المجتمع من الخدمات !؟ وأخيراً أتساءل إن كانت مواقع الحزب الحاكم تبث أخبارها من قارة أخرى، فهي الوحيدة التي تغرد بعيداً عن كل هموم الوطن، وتغرق بنعيم الحياة الوردية !!