إن المسيرات والمهرجانات الخطابية الحاشدة التي شهدتها محافظات الجمهورية احتفاءً بيوم الديمقراطية دليل واضح على التفاف الشعب اليمني خلف قيادته السياسية وقرار رئيس الجمهورية الحكيم بانتخاب المحافظين المزمع عقده في مايو القادم ، فهذه الحشود جسدت اللحمة الوطنية وتصدي الشعب لكل من يحاول المساس بالديمقراطية وتشويه سمعة اليمن ومنجزاته العظيمة في مختلف المجالات والأصعدة. فهذه المهرجانات التي شاركت فيها مختلف الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وأبناء شعبنا ماهي إلا رسالة لكل من يحاول سوءاً استخدام الديمقراطية للمساس بالثوابت الوطنية والخيار الديمقراطي الذي انتهجته بلادنا منذ ال22 من مايو 1990م. فاليمنيون بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم مجمعون على الديمقراطية كنهج سياسي للحياة السياسية التي نقلت اليمن من الحكم الشمولي إلى حكم الشعب نفسه بنفسه. ولا شك أن ما يميز الاحتفاء بال27 من ابريل هو تزامنه مع قرار فخامة رئيس الجمهورية بدعوة الهيئات الانتخابية في أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية لانتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات في 17 مايو 2008م. وبهذا تكون اليمن قد قطعت شوطاً كبيراً في توسيع صلاحيات السلطة المحلية والحد من المركزية في خطوة يعتبرها المحللون السياسيون نقلة نوعية في مسيرة تطوير وتحديث الحكم المحلي فهذه الخطوة سوف تتبعها خطوة أخرى والمتمثلة في انتخابات مديري المديريات لتجسد أروع معاني الديمقراطية وصولاً إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات وفق ما تضمنه برنامج الرئيس الانتخابي. فالديمقراطية في اليمن لم تأت دفعة واحدة بل أخذت بالتدرج والتطور من الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية والمحلية واليوم نحن بصدد انتخاب المحافظين الذي يعتبر من القرارات الوطنية الهامة التي تهدف إلى ترسيخ الحياة الديمقراطية وتعزيز صلاحيات السلطة المحلية في مسيرة الخير والعطاء المتواصل بقيادة باني يمن الحكمة والإيمان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي أخذ منذ تولي قيادة الوطن السير به إلى بر الأمان.