قبل أشهر ذكر الدكتور صالح باصرة في مقابلة صحفية أو تلفزيونية أنه يفضل اعتماد درجات الاختبارات الأسبوعية أو الشهرية وجمعها في نهاية العام الدراسي، وإلغاء الامتحانات العامة الأساسية والثانوية.. وقد فكّر الدكتور باصرة، وقدّر من موقعه كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي، واللذين وجد من خلالهما الفساد ببيع وشراء المنح الدراسية، وربما اكتشف تزويرات في الشهائد فضحت أولئك الذين حصلوا على المنح ولم يفلحوا في امتحانات الفوز بها بجدارة، أو تعثروا في التحصيل العلمي في الخارج سواءً في الدراسات العليا أم الجامعية. وكنا منذ سنوات نسمع عن أن أصحاب المعدلات من التسعين وما فوق أغلبهم لم يحصلوا على المنح إلى الدول العربية والأجنبية لمرّات عديدة، بينما غيرهم حصلوا عليها فور إعلان نتائج الامتحانات، وكأنهم كانوا قد حجزوها من قبل.. ولهذا فلا غرابة أن نسمع عن تلاعب وفساد في الابتعاث للدراسة، وصل إلى إعطاء منح لدراسة الإعدادية أو الثانوية في الخارج لأبناء شخصيات. وقد يكون الدكتور باصرة، المعروف بنجاحاته في المناصب والمسؤوليات التي تولاها، اقتنع بالفكرة لأنها نجحت في دول أخرى وصلت إلى مستويات رفيعة من التطور، انطلاقاً من نقطة الأساس المتمثلة بالتعليم السليم وبأساليب لا ترهق الطالب وأولياء أموره ولا الدولة كما يحدث عندنا، فكان الخيار والطريق الأقصر إلى النجاح والحصول على وظائف هو الغش الذي أصبح غاية الأبناء والآباء، بدليل بذل الرشاوى وشراء الذمم واستخدام القوة وتسلق الأسوار، واستخدام مكبرات الصوت أمام قاعات الامتحانات لإذاعة الأجوبة أو إيصالها إلى من يدفع أكثر أو يتولى منصباً أو أو...إلخ. إن الدرجات التراكمية ربما تكون الكاشف الذي لا يقهر لإظهار الحق وإعطائه لمن يستحقه أي أصحاب درجات النجاح الأسبوعية والشهرية كمحصلة مشرفة للطالب والأستاذ وإدارة المدرسة، خاصة إذا كانت الأسئلة مفاجئة وغير معقدة، ففي هذه الحالة لا يتخبط ولا يتذمر إلا البليد والمعتمد على الغش واللهو المستديم. وقد سألتُ أحد التربويين إن كانت الحكومة ستقر فكرة أو نظرية الدكتور صالح باصرة خلال عام أو عامين، فردّ إنها قد لا ترى النور لكثرة المعارضين لها.. مذكراً بما فعله الفاسدون في وزارة التعليم العالي بإقدامهم على إحراق الأرشيف والملفات عقب أو في بداية كشف الفاسدين والتحقيق مع بعضهم وتغييرهم، ولولا أن الدكتور باصرة لقي دعماً مباشراً من فخامة الرئيس لكان ترك الوزارة خلال شهرين، منقذاً نفسه من الخطر المحقق.