دائماً يسجل التاريخ أحداثاً هامة عبر محطات حصلت فيها تحوّلات تاريخية أو انتصارات عظيمة ، وهنا لابدّ من أن أذكر في هذه الذكرى وفي هذه السطور أهم محطتين تاريخيتين حصلتا في شهر يوليو ، ولعل هاتين المحطتين التاريخيتين لا يمكن لأي يمني تجاهلهما أو نسيانهما لعظمتهما ولأهمية ما حصل فيهما من تحولات في التاريخ اليمني. المحطة الأولى : محطة السابع من يوليو 1994م يوم انتصار إرادة الشعب وترسيخ الوحدة وتعزيز مداميكها.. بفضل تكاتف الشعب مع قيادته الحكيمة وبالارادة القوية جعلت من يوم السابع من يوليو محطة تاريخية هامة، ولأنها كذلك فيجب أن تنال منا كل الاهتمام والتقدير لما لها من أهمية كبرى حولت مجرى التاريخ فيحب أن تكرس من أجلها كل الجهود والإمكانات لتعريف كل الأجيال الحاضرة والصاعدة بمدى أهمية هذا التاريخ، الذي مثل انتصاراً للإرادة اليمنية الحرة في يمن موحد وقوي. المحطة الثانية : محطة السابع عشر من يوليو 1978م ، يوم انتخاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لتسلم مقاليد الحكم في اليمن ، يوم التحول الحقيقي للنهوض بالدولة اليمنية نحو الأفضل ، يوم صدق فيه الرئيس عندما قال : «كنت أشعر بصعوبة المهمة وأعرف أن فقداني للحياة قد يكون في أية لحظة ، لقد اخترت كفني ولم أخش شيئاً عندما طلب مني تحمل المسؤولية» ، فهذا اليوم يوم تحمل فيه الرئيس علي عبدالله صالح مسئولية أمة لم يجرؤ أحدٌ سواه حينها على تحملها ، فهو القائد الذي عُرف بشجاعته منذ نشأته، فالسابع عشر من يوليو هو محطة الانطلاق نحو التنمية والبناء والاستقرار والأمن والسلام لليمن بشكل خاص وللمنطقة على وجه العموم. إن السابع عشر من يوليو 1978م كان بداية لصفحة جديدة من تاريخ اليمن حيث كان نقطة هامة لتغليب مصلحة اليمن على كل المصالح من خلال انتهاج الحوار والتسامح في كل القضايا ولعل أهمها العمل على انهاء أعمال العنف والصراعات التي كانت تشهدها اليمن في ذلك الحين ، إنه اليوم الذي دخل فيه الرئيس علي عبدالله صالح بوابة التاريخ وجنى الشعب اليمني فيه كل ما هو جميل في تاريخه. فقد كانت الوحدة اليمنية المباركة وإنهاء كل المشاكل الحدودية مع الجوار وانفتاح اليمن على دول العالم بعد أن كان في عزلة عنها ، والنهضة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية كلها أعمال يعود الفضل في ذلك لله أولاً ثم لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، حفظه الله، في تحقيقها ، وعدم الاعتراف بذلك نكران للحق الذي لاينكره إلاّ جاحد،لقد عاش آباؤنا وأجدادنا فترات عانت فيها اليمن ويلاتٍ وحروباً وصراعات وجوعاً مميتاً وفقراً مدقعاً ومرضاً قاتلاً ، وهاهم اليوم يحمدون الله ويشكرونه على النعمة التي هم فيها من أمن واستقرار وصحة وتعليم والتي لم تشهد اليمن مثيلاً لها قبل تولي الرئيس علي عبدالله صالح زمام الأمور في اليمن ، فالسطور التي كتبتها ليست كافية لذكر تاريخ رجل عظيم يستحق أن تكتب من أجله الكتب ، وإنما ذكرى لأهم المحطات التاريخية التي يجب أن تُذكر في مثل هذه الأيام ، ومن لا يشكر الله لا يشكر الناس..