يعلم الناس جميعاً أن الدولة ترصد مليارات الريالات من أجل بناء الوطن والإنسان. وهي بالدرجة الأولى تولي الشباب وقضاياهم أهمية خاصة؛ فهم الثروة الحقيقية للبناء والإعمار والتنمية. ولهذا فهي ترصد لهم سنوياً مئات الملايين من أجل حمايتهم والحفاظ عليهم من الانحراف والأفكار الضالة وإكسابهم مهارات وقدرات بشرية مختلفة من خلال إقامة المراكز والمخيمات الصيفية التي تقام في الإجازة الدراسية في مختلف المحافظات. إن توجه الدولة حاسم وجاد ومعلن للناس عبر وسائل الإعلام كلها. ويتمنى الناس من الجهات المسؤولة عن المراكز والمخيمات الصيفية في محافظة تعز أن ترتقي إلى مستوى توجه الدولة بكل جدية ومسؤولية. وعليها أن تتحرك بكل إخلاص لحماية الشباب من الأفكار الضالة المنحرفة من خلال توظيف كل الإمكانات التي وفرتها الدولة، والتي تقدر بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال لكل مركز صيفي. ويجب عليها أن تبتعد عن الاستهتار الذي شاهده الناس جميعاً في الأعوام الماضية. فقد كانت المراكز الصيفية التي تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة (نكتة) على كل لسان. إن هذا العام يختلف عن سابقيه جملة وتفصيلاً. فقد تمادى الفكر المنحرف وتطاول ولم يعد الوضع يحتمل اللامبالاة والاستهتار. وقد أثبتت الأحداث التي مر بها الوطن - وما يزال - أن بعض شباب الوطن وقعوا ضحية لثقافة الكراهية والتطرف. فهذه الثقافة أصبحت تهدد كل شيء في الوطن. إنها تهدد الثورة ومبادئها والوطن ووحدته والناس وحريتهم والسلم الاجتماعي. ولن يتم القضاء على هذه الثقافة الضالة الاستئصالية إلا بتحصين الشباب وحمايتهم بفكر جمهوري وحدوي متسامح ومعتدل. ولدينا علماء ومفكرون يمتلكون قدرات ومهارات عالية في الإلقاء والإقناع ومواجهة الفكر العقيم بالدليل والبرهان. إن المواطن - أولاً - يطالب بتقييم أداء المراكز الصيفية التي تم تنفيذها العام الماضي في محافظة تعز والوقوف بحيادية على أبرز الاختلالات التي رافقتها. ومن غير المعقول أن نكرر تمثيل نفس (المهزلة) التي شاهدها الجميع وبنفس الوجوه التي نعرفها ويعرفها الناس. وهذه مسؤولية تقع على عاتق السلطة المحلية وعلى رأسها المحافظ. فهو المسؤول أولاً وأخيرًا أمام أبناء المحافظة وأمام القيادة السياسية. وليس في هذا عيباً. فعملية التقييم ستعمل على الارتقاء بأداء المراكز الصيفية هذا العام. إن هناك بعضاً من مسؤولي الدولة في المحافظة - مع الأسف - لا يهمهم سوى (كروشهم) ونصيبهم من الأموال بالطرق غير المشروعة. وكلما سألناهم هل امتلأتم قالوا «هل من مزيد». جعلوا الوطن والجيل خلف ظهورهم ولا يفكرون سوى بأنفسهم وكأنهم عابرو سبيل على أرض الوطن، وليسو مواطنين. ولا أظن أن الدولة راضية عن مسلكهم المشين وأسلوبهم الماكر في تنفيذ المهام الموكل إليهم تنفيذها. ويجب محاسبتهم كي يصلح أداؤهم. إن المواطنين يطالبون بوجوه وآليات جديدة تتولى إدارة المراكز الصيفية في محافظة تعز. فما حدث العام الماضي شيء محزن ومؤسف. ومن العيب أن يتكرر في ظل وجود المحافظ (الصوفي). وإذا أردنا وجود مراكز صيفية متميزة هذا العام في المحافظة فلا بد من وجود (غرفة عمليات) تتبع المحافظ شخصياً - وليس غيره - لأنه رئيس اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية في المحافظة من أجل المتابعة اليومية لسير الأنشطة في المراكز الصيفية. العميد يحيى زاهر سنظل في محافظة تعز نتذكر العميد يحيى زاهر المثقف قبل رجل الدولة المسؤول. كان دائم الحضور في أية فعالية علمية أو ثقافية تقيمها جامعة تعز مناقشاً ومحاورًا. وبالنسبة لرجل المرور فقد رأيته أكثر من مرة ساعة الذروة أو وقت الزحام يترجل من سيارته وينتصب بين السيارات ينظم السير بنفسه ويلوح بيديه يمنة ويسرة. سيظل المواطن في تعز يتذكر العميد زاهر كلما ركب وسيلة المواصلات العامة (الحافلات) إلى منزله فهو صاحب الفضل في وصول خدمة المواصلات هذه إلى جميع شوارع وحارات تعز . افتقد الناس هذه الأيام في تعز العميد زاهر خاصة وأنهم أصبحوا غير قادرين للوصول إلى مستشفى اليمن الدولي في منطقة (سوفتيل) بعد أن تم نقل خدمات مستشفى السعيد إلى هذا المستشفى الجديد. ويأمل المرضى وذووهم في محافظة تعز من مدير المرور الجديد العمل من أجل إيصال خدمة المواصلات العامة (الحافلات) إلى بوابة مستشفى اليمن الدولي. وكان الله في عون المخلصين. (٭) جامعة تعز [email protected]