سأعبر عن نفسي ولو لمرة..... سأصرخ بأعلى صوتي ولو لمرة واحدة...... سأواجهك اليوم بكل ما يضيق به صدري...... سأبوح لك بكل كلمة جرحتني بها........ وسأشرح لك كل تصرف آلمني........ فشقائي معك حرك لساني بعد أن ملأني اليأس من أن نصل إلى نقطة الوسط ، أصبحت أخشى من ظلمة المستقبل قدر إحساسي بالواقع الظالم معك، أخشى أن أعجز عن فك الرموز، وفهم الطلاسم، والتأقلم مع التفاصيل برغم أني أعيش معك أعمق كل تلك التفاصيل التي تحتاج المزيد من الوقت والكثير من العمر، والقوة، والعقل ، والنضج....!!!. سأخرج وأعلن رسمياًَ بأننا قد انتهينا....!!!. قد آن الأوان لفتح الدفاتر، وشطب التواريخ، وتمزيق الصفحات. وقد آن الأوان لأن انسلخ من كل النساء التي بحثت عنهن بي ومنعتني أن أكون إحداهن.. فحين أحببتني أحببت كل تلك النساء التي وجدتهن في داخلي عندما اقترنت بي....!!!. من تمرد الأمريكية.. وأناقة الفرنسية.. وغجرية الاسبانية وبرود البريطانية، وإغراء الإفريقية، ونشاط اليابانية، وكسل العربية....!!!. وجمعتُ كل المتناقضات، فلبست تارة من شانيل، وصنعت ثوبي بيدي تارة أخرى...!!!. وانفجرت من البكاء تارة وتارة أخرى أعيش فرح البرازيليين في كرنفالاتهم. وأحببت فيّ تلك المندفعة لشراء أرض، واحترت من اختلافي أنا وبائع الفل على بضع أفلاس...!!!. وفوق كل هذا أحببتك.. وفي نفس الوقت كنت أخشاك.. وأنت تعرف لماذا ....؟. لأنك ولدّت بداخلي الخوف قلبت الموازين وجعلت حبنا حباً بلا ثقة جعلت حياتي معك معركة يجب أن لا تنتهي فحين بكائي تنهرني.. وحين أتكلم تنهرني. وحين أضحك تنهرني.. وحين أحاول أن أشرح لك تنهرني... توهتني....!!!. أردت مني هدوء البيت الانجليزي.. ولا تريد مني تلك المرأة الانجليزية..!. أردت مني جمال المرأة الفرنسية.. ولا تريد مني تلك المرأة الفرنسية..!. أردت مني جو الأسرة الحقوقي.. ولم تردني تلك المرأة الأمريكية..!. أردت مني كل صنوف الطعام الهندي.. ولا تريدني تلك المرأة الهندية..!. وعندما أصبحت تلك المرأة الجوفاء، الكسولة.. لم تردني تلك المرأة العربية. أردتني أن أكون كل شيء.. وفي نفسي الوقت لا شيء..!!!. أحببت فيّ كل تلك النساء.. وعندما تزوجتني حاربت فيّ كل تلك النساء....!!!. أحببتني امرأة.. وتزوجتني امرأة أخرى...!!!. ووضعتني في برواز وجمدتني.. لتبحث في عيون نساء أخريات عن امرأة تعيش فيها كل تلك النساء، حتى تجمدها في برواز آخر...!!!. لذا أنا أصرخ اليوم وأقول لك: “شكراً على الخذلان”. فاصلة ألا تتفقون معي أن المرأة والأرض دائماً “نهايتهم الخذلان من الرجل”؟!.