كانت الساعة تقترب من الساعة السادسة من صباح أول أمس (الجمعة) .. وكانت مدينة سيئون حاضرة محافظة حضرموت الوادي والصحراء، بدأت تستيقظ بعد ليلة حارة من ليالي الصيف، لتستعد لاستقبال يوم جمعة مباركة. وأمام البوابة الرئيسة لمعسكر الأمن المركزي كان الحارس المناوب متيقظاً تفصله دقائق عن إيقاظ زملائه لتسليمهم نوبة الحراسة لكي يخلد بدوره إلى النوم بعد تلك الليلة شديدة الحرارة. وصوب البوابة الرئيسة حيث كان الحارس واقفاً اندفعت سيارة من طراز «كيا» بيضاء اللون موديل 3002م بسرعة جنونية في محاولة من سائقها اختراق تلك البوابة إلا أن يقظة رجل الأمن حارس البوابة أربكته سيما عندما باشره الأخير بوابل من نيران رشاشه، الأمر الذي دفع بالسائق إلى تفجير السيارة التي يقودها والمحملة بطن من المتفجرات على بعد أمتار من البوابة، مما نجم عن ذلك انفجار مدو وعنيف استشهد على إثره حارس الأمن، وتطايرت أجزاء السيارة وسائقها ومافيها من المتفجرات شظايا مدمرة طالت لقوتها بحسب وصف الأخ محافظ حضرموت الأستاذ سالم الخنبشي ثمان بيوت للمواطنين مجاورة لبوابة معسكر الأمن بسيئون. كان عملاً إجرامياً إرهابياً شنيعاً ذلك الاستهداف القاتل لمعسكر الأمن.. جرح من جرائه أحد عشر شخصاً وسبع نساء من المواطنين المجاورين للمعسكر، اثنان منهم حالتهما حرجة.. ولولا يقظة الحارس الشهيد واستبساله في مواجهة ذلك الإرهابي سائق السيارة المفخخة، والذي كان يقصد من محاولة اختراقه للبوابة تفجيرها بداخل المعكسر. ولكم أن تتصوروا أعداد من سيستشهد من جنود وضباط المعسكر في حال نجح هذا الإرهابي؟!! ولكن بمشيئة الله وعنايته رد كيد الإرهابيين إلى نحورهم وباءوا بفشل عظيم. هرعت سيئون ومحافظ حضرموت إلى مكان الحادث الإجرامي غاضبة مصدومة من هذه الفعلة الشنعاء، ولسان حال أبنائها يردد في غضب واستنكار: هل هذه الفعلة من الإسلام في شيء؟!! هل المعسكر يضم أعداء للعروبة والإسلام في شيء، أو يقع في دولة العدو الصهيوني أو غيرها؟! أم هو في سيئون مدينة الأمن والسلام ومنارة الإسلام؟!! إنها لساعات مكتظة بالغضب العارم والسخط الشعبي الكبير الذي عم كافة أرجاء سيئون وحضرموت وكل أنحاء الوطن اليمني قاطبة، ولاتزال تداعياته، وستظل في تفاعل إلى أن تستأصل شأفة الإرهاب من يمن الحكمة والإيمان ومحافظة التاريخ والحضارة ومنائر الإسلام الحنيف.