المسئولون نوعان؛ مسئول يضيف إلى المنصب من اسمه ومكانته وعرقه، ومسئول لا يتوازن إلاّ مادام في موقعه يأمر وينهى، يشخط وينخط، ليس في هذا الكلام اكتشاف، ولا ينطوي على معلومة متخصصة تحتاج للاستعانة بدائرة المعارف البريطانية، ولكن ما أحوجنا لأن نتذكرها ونذكر بها. المنصب إلى زوال مهما مكث الواحد منا فيه لكن الشخص ثابت اسماً وجسماً.. يذهب المنصب ويبقى الشخص بأخلاقه، بتواضعه، بروحه العالية وبطهارة يده. وفي حياتنا الكثير من الأمثلة؛ مسئولون محترمون، رجال دولة غادروا مواقعهم نزولاً عند سنة الحياة، حركة التغيير، وحتى الوشاية أو المزاج، لكنهم بقوا كباراً في قلوب الناس، يحظون بالحفاوة والتقدير وهم خارج مواقع المسئولية، كما لو أنهم لايزالون على قمة هذه المواقع. آخرون ما إن يتركوا مواقعهم حتى يظهروا بلا قيمة، بلا وزن، ينظر الذين عرفوهم إليهم بالكثير من عدم الاحترام والشماتة أحياناً.. هؤلاء يشعرون أكثر بمطارق النظرات وهي تنهال على رؤوسهم، يتحسرون على ماضٍ تولى، مجسدين الشطر الشهير في إحدى أغاني أم كلثوم. كم من المسئولين يفكرون في هذا الموضوع، ويحسنون علاقتهم بالناس قبل أن تلقيهم أقدارهم إلى رصيف عدم الاحترام.