إلهنا ما أكثر برك! وأعدل حكمك! وأعظم لطفك! نأتيك بذنوبنا، فتبادرنا بعفوك ومغفرتك، ونقدم عليك بمعاصينا، فتقبل علينا بمنك نحن المقصرون وأنت ذو الطول تجود دون سؤال، سبحانك لا يعجزك محال، من لنا إذا عاملتنا بعدلك، وقد خذلنا الحظ، وكتب علينا الشقاء. من المجير، إذا تخلت عنا عنايتك، ومن المسؤول، إذا أغلقت في وجوهنا باب الإنابة إليك، ومن المرجو، إذا التفت الساق بالساق وشد منا الوثاق، من يرحمنا إذا أعرض عنا وجهك ومن مقيل عثارنا إذا وكلتنا إلى أنفسنا، وشغلتنا بما يبعدنا عنك.. إلهنا من المغيث إذا أفطرتنا اللأوى وجهرتنا البلوى، وثقلت علينا الشكوى، هل رب إلا أنت تمنحنا نعمك، وهل سيد إلاك، لعتق رقابنا من نارك الحطمة التي تطلع على الأفئدة- سيدنا وخالقنا ما عصيناك إلا رجاء سعة رحمتك، وما أسأنا الأدب في تعامل إلا ثقة بأنه لا سواك راحم ولا غيرك يقيل العثرة، ويغفر الزلة، وما انصرفنا إلى غيرك إلا لأنه لا يعطينا إلا من فضلك ولا يمنحنا إلا بعض جود. ها قد أقبلنا إليك فتقبلنا، فحاشاك تردنا محرومين، وخاب عبد رجع من بابك خائباً، ها قد مددنا إليك أيدينا فجد لنا ببرد عفوك وجميل رضاك ياسيدي بعدت بنا الشقة فقربنا، وساءنا الإعراض عنك فارحمنا بالإقبال، وثقل علينا الوزر فخفف الحمل، فأنت الكريم.