لا أدري لماذا نقدم الإسلام إلى العالم بطريقة مشوهة ، ولماذا نتمادى أكثر في القتل في شهر رمضان المبارك ، على الرغم من أن ديننا ينهانا عن ممارسة وارتكاب مثل هذا الذنب في هذا الشهر وفي غيره من الأشهر ؟! . لم تكن اليمن الوحيدة من الدول الإسلامية التي حدث فيها جرائم قتل الأبرياء من خلال الهجوم على السفارة الأمريكيةبصنعاء ، بل أن ما حدث في باكستان يفوق العقل والتصور ، فكيف لمسلمين إن يقتلوا مسلمين مثلهم بهذه القسوة والعنف والدمار الذي حدث في إسلام أباد وفي صنعاء وفي موريتانيا وفي الجزائر وأفغانستان وحتى في فلسطين ، حيث يتقاتل رفاق السلاح بينهم البين وغيرها من الدول الإسلامية ؟ إن ما نقدم عليه من قتل لبعضنا البعض أمر شنيع ، فالهجوم على السفارة الأمريكيةبصنعاء مثلاً لم يسقط فيه أي أمريكي ، بل كان القتلى من المسلمين الذين جاءوا إلى السفارة لإنجاز معاملات ، والقتلى في فندق ماريوت في باكستان ، الذي تحول إلى مجرد هيكل لم يكن رواده أمريكيين ، بل كان غالبيته من المسلمين . إن العداء ضد أمريكا لايجب أن يترجم هذه الطريقة البشعة من الأعمال الإرهابية التي تروع الناس ولا ترضي الله ولا رسوله ، لا يجب أن تأخذنا الكراهية للولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة إلى عدم التفريق بين الحق والباطل ، بين العدو الرئيسي والأعداء الفرعيين وبين المواطنين الذين لا ذنب لهم . مثل هذه الاعتداءات تشوه صورة الإسلام في الغرب وتقدم المسلمين على أنهم مصاصو دماء لا داعين للسلام والوئام ، من يمكنه أن يصدق في العالم الغربي أن الإسلام يدعو إلى المحبة والتسامح وهو يرى التفجيرات تهز البلدان الإسلامية وتحصد عشرات الأبرياء كل يوم ؟ ، من يمكنه أن يلتحق بالإسلام وهو يرى الفتاوى التكفيرية الصادرة من بعض العلماء والداعية إلى قتل غير المسلم ؟ ، كيف يمكن لنا أن نقدم الإسلام بصورته الصحيحة والتفجيرات تخرب هذه الصورة هنا وهناك وتسفك دماء الناس بدون وجه حق؟. نحن بحاجة إلى مراجعة مناهجنا لتصبح دليلاً صادقاً لقيم الإسلام ، ونقدم ديننا على أنه دين تسامح لا دين إرهاب وقتل ، نقدم ديننا على أنه رسالة محبة لا دين تعصب . الحاجة إلى مراجعة مناهجنا مطلوبة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا ، لأننا نخشى أن ينبذنا العالم بعد أن أدرنا ظهورنا إلى رسالة الدين الإسلامي وتحولنا إلى شعوب لا تعرف في حياتها سوى القتل والتدمير .