هناك أناس يريدون الإساءة للإسلام من خلال أفعالهم, التي تنكرها كل الشرائع السماوية وديننا الإسلامي بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.. ونحن هنا نتساءل: ماذا يريد هؤلاء الناس ممن ينتمون إلى الإسلام بتلك الأفعال التي لا تخدم الإسلام في شيء، بل إنها تخدم أعداء الإسلام الذين يتربصون به ويجدون في مثل هذه الأفعال حجة قوية للإساءة للإسلام والمسلمين؟ وما نسمع عنه ونشاهده وما نقرأه أن هناك في أوروبا أحزاباً ومنظمات قد تشكلت همّها وهدفها هو الإساءة للإسلام والمسلمين متذرعين بما يقوم به أولئك النفر من أعمال شيطانية سواء كانت في بلاد المسلمين أم غير بلاد المسلمين وخصوصاً في أوروبا يذهب ضحيتها الأبرياء من البشر ويرُوع الآمنون.. إن الأفعال السيئة التي يقوم بها من ينتمون إلى ديننا الإسلامي السمح والمعتدل قد ولّدت الكراهية عند غير المسلمين لكل ما هو إسلامي ومسلم. هناك متطرفون في أوروبا وغيرها أصبحوا يتربصون بالمسلمين مُدّعين بأن ما تعانيه بلدانهم من إرهاب سببه المسلمون, وأصبحوا يعممون التهمة على كل المسلمين, ولم يحددوا بأن هناك جماعات متطرفة كما هو حال المتطرفين في كل الأديان, ووصل الأمر بهم إلى المطالبة بطرد المسلمين من بلدانهم مع علمنا أن هناك عشرات الملايين من المسلمين يعيشون في تلك البلدان، مثل تلك الأفعال ألا تنعكس سلباً على المسلمين سواء في أرزاقهم أو معاملاتهم أو نظرة تلك المجتمعات إلى كل ما هو مسلم؟. فمنذ أن ظهر متطرفون يدعون انتماءهم للإسلام يؤمنون بالقتل والتدمير ظهر بالمقابل متطرفون ضدنا كمسلمين حتى وصل بهم الأمر إلى إلغاء المآذن ومنع بناء المساجد في بعض الأحياء من مدنهم, أليس لكل فعل رد فعل؟ والسؤال الملح هنا هو: ماذا نستفيد كمسلمين من قتل الأبرياء من غير المسلمين أو تدمير ممتلكاتهم ونشر الرعب فيهم من خلال تفجير طائرة أو إلقاء قنبلة في وسط جمع من الناس أو تفجير سيارة مفخخة؟ وهل نحقق هدفاً سامياً بمثل هذا العمل يستفيد منه المسلمون؟ بالطبع الجواب لا، اللهم غرس المزيد من الكراهية ضدنا، كما أننا نتساءل هنا: كم هم الضحايا الأبرياء في العراق والصومال وباكستان وغيرها من البلاد الإسلامية الذين يتم اغتيالهم من خلال التفجيرات؟.. إن نتيجة ذلك هي المزيد من المآسي والويلات والضحايا من البشر ويتشرد الكثير بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بالملايين. إن الجهاد لا يكون إلا ضد من اغتصب الأرض, ودنّس المقدسات، فالقتال ضد هؤلاء شرعه الإسلام، إن الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال, وليس هناك إقرار بالغلو والتطرف.