يتعاطون المخدرات، يبثون الرعب، يستهدفون الأبرياء، يريدون الجنة.. أنى لهم ذلك؟!. لا أعلم أي دين يستقون منه ضلالتهم، أي شيطان جعلوا منه إلهاً من دون الله.. لقد صبأوا عن ديننا بأعمالهم تلك، لقد خالفوا قواعد شريعتنا الإسلامية السمحة. لقد أساءوا لحضارة ومعتقدات هذا البلد الذي مثل على مر العصور منبعاً للسلام والتعايش والإخاء. أشخاص ليسوا منا في شيء، أُرضِعوا الخطيئة فكانت لهم أماً.. رؤوسهم متخثرة فكرياً ودينياً وواقعياً، رؤوس تستدعي الحجامة لإزالة مخلفاتها.. يسمون أنفسهم جماعة الجهاد ولا أدري أي جهاد يتحدثون عنه، وأي أرض ليس فيها عدو يجاهدون فيها، لا أدري أي مشروعية منحوها أنفسهم.. مرجعيتهم الشيطان، شعاراتهم الزائفة «ادخلوا الجنة بضغطة زر» نصوصهم المقدسة أولها رعب وآخرها قتل.. مؤلفوها أباليس من الإنس وآخرون لا نعرفهم. صفاتهم: لا يملكون رحمة، ظالمين لأنفسهم وللناس، هتافاتهم موت ووعيدهم جحيم، اصطفاهم الشر، فكانوا خير من اصطفي.. هجومهم على السفارة الأمريكية في صنعاء جعلنا نحزن كثيراً، ونتألم.. مشهد حافل بالموت، سيارة محترقة، أشلاء، قتلى.. من بين ذلك المشهد المأساوي يد مبتورة، تساءلت كثيراً عندما رأيتها عبر وسائل الإعلام.. ما كل هذا الضلال.؟! كان الأولى بهذه اليد أن تحمل السلام، أن تحمل فاكهة النخيل لأفراد الأمن، أن تحمل الأخوة والإسلام لأفراد السفارة الأمريكية، لا أن تحمل الخوف والترويع والقتل. ما يجب الإشارة إليه بسبابة التوعية أن الأجنبي أياً كان انتماؤه، أياً كانت جنسيته بمجرد أن يدخل البلاد بطريقة رسمية، بتأشيرة دخول من قبل الدولة، يعد مستأمناً، يعد معاهداً، واجبنا نحوه إعطاؤه جل الاهتمام والرعاية، فنحن جزء من منظومة كونية، جزء من مجتمع دولي.. حتى أولئك الذين يدخلون البلد بطريقة غير رسمية.. يجب عدم التعرض لهم بأذى.. ما لم يكونوا محاربين حتى يتسنى للدولة إرجاعهم إلى بلدانهم بسلام.. فمعاني الحياة، هي المعاني التي يجب أن تسود العالم، فالإنسان وجد على الأرض ليعمرها لا ليعيث فيها فساداً. أمر آخر يجب التطرق إليه، مغتربونا في الولاياتالمتحدة، ما وضعهم؟.. استطيع القول كوني من أبناء مديرية الشعر وكثير من أقاربي هنالك: بأن مغتربينا ينقلون صورة طيبة عن المجتمع الأمريكي وعن الحكومة الأمريكية.. فالشعب الأمريكي شعب مثالي في تعامله... الحكومة الأمريكية توليهم جل الاهتمام، قوانين ذلك البلد تكفل لهم كامل الحقوق، الكل متساوٍ أمام القانون، على مختلف الأجناس والمشارب. إذاً كوننا مسلمين فنحن الأولى بنقل الصورة السامية عن الإسلام وعن تعاليمه... من عدالة ومساواة وتعايش وسلام.. إلخ. اختتم هذا المقال بأن جميعنا ضد هذا العمل الإرهابي.. جميعنا يترحم على شهداء الأمن الأبطال الذين أفشلوا ذلك الهجوم.. جميعنا فداء للأمن والاستقرار والسلام.. جميعنا فداء لوطننا الحبيب، جميعنا نرفض الإرهاب فكراً وسلوكاً.. ليظل وطننا، وطن الإيمان والحكمة والشموخ والسلام والحضارة. [email protected]