انتهى شهر الرحمة والغفران.. انتهى شهر رمضان الكريم، وقد اغترف كل واحد منا غرفته من شآبيب الرحمة، وحظي بخيراته المداومون على الخير وفعل الحسنات.. انتهى هذا الشهر الذي اغتنمه البعض في التوبة والغفران وتطهير النفوس من رجس الدنيا وهرمها. لكن للأسف ومع أن رمضان شهر الخير والإحسان إلا أن هناك من جعل من رمضان غنائم واهية، حقق من خلالها مصالح شخصية ضيقة معظمها حرام وسحت، فهناك تجار استغلوا قدوم هذا الشهر وعاثوا في أسواقنا فساداً بترويج وتسويق منتجاتهم المسمومة المحلية والمستوردة. مستغلين بذلك غياب الرقابة عليهم، وكم ياسموم شربناها نحن -المواطنين - في شهرنا هذا، والمصيبة أن هيئة المواصفات ووزارة الصحة تفاجئنا في آخر الشهر بأن حليب كذا مسموم ومسحوق عصير كذا مسموم ومنتهي الصلاحية.... إلخ من التحذيرات لكن بعد ماذا..؟! بعد ما دخلت هذه المنتجات الأسواق بل وبعد أن تجرّعها الناس .. وهو مايولد أكثر من علامة استفهام حول هذا الموضوع ؟! لكن ماعلينا المهم أن أصحابنا التجار اغتنموا الشهر الكريم لكن بطريقتهم وحسب فهمهم «الخاطىء طبعاً). ويوجد أيضاً من اغتنم رمضان في متابعة المسابقات وبرامج الفضائيات وتستغرب من بعض الناس عندما تراه يتفاخر في المجالس وهو يحكي كيف عرضت حلقات هذا المسلسل أو ذاك.. !! وكيف كانت مضحكة هي تلك الفقرات للبرنامج الفلاني الذي يبث بعد منتصف الليل .. وهات ياتفاخر.. وأنعم به تباهياً.. أين هؤلاء مما كان عليه رمضان قديماً؛ حيث كان الناس يتفاخرون ويتباهون بعدد أجزاء القرآن التي حفظوها، وكم هي المرات التي ختموا فيها القرآن، والمواضيع المفيدة التي ناقشوها في أمسياتهم، مالذي استفادوا منها وكيف تنتهي الأمسيات الرمضانية بذكر الله سبحانه وتعالى .. إلى نهاية الأحاديث الشيقة التي «على ما أذكر» كنا نتباهى بها، ويحق لنا ذلك. والمصيبة الأكبر أن هناك بعض الناس من لاتقوى أنفسهم على الصيام؛ فترى أحدهم وخصوصاً قبل موعد الإفطار وقد حلقت الشياطين المصفدة حوله ويخاصم كل من يراه بسبب وبدون سبب، ولعل آخر المآسي التي نجمت عن هذا مقتل عاقل حارة الجحملية سمير نجاد أمس قبيل صلاة المغرب .. نعم قتل.. انظروا إلى أين وصل رمضان بالبعض في ظل غياب الوازع الديني والفهم الخاطئ لمفهوم الصيام وعدم ترويض النفس البشرية على شدائد الأمور.. أمور كثيرة ومساوئ عديدة وخاطئة يمارسها البعض وفي ظنهم أنهم يغتنمونها ويحملون وزرها لرمضان، ورمضان منها بريء .. ومن ذلك الغياب في الدوام الرسمي وإهمال مصالح المواطنين، والحقيقة هناك مسؤولون يحتذى بهم في التزامهم بالدوام وإنجاز معاملات المواطنين في هذا الشهر الفضيل .. عموماً انتهى رمضان على خير، وتقبّل الله من الجميع صيام وقيام هذا الشهر الكريم .. وكل عام والجميع بخير.