صمد «أولمرت» رئيس وزراء العدو الصهيوني لمدة عامين أمام العاصفة التي عصفت بعدد من وزرائه وعسكرييه بعد فشل الجيش الصهيوني الذي قهرته المقاومة اللبنانية في حرب صيف 2006م عند مهاجمته لجنوب لبنان بهدف تدمير حزب الله عسكرياً، فإذا بهذا الجيش يواجه مقاومة لبنانية دمرته نفسياً ومادياً... نعم، صمد «أولمرت» لمدة عامين في منصبه الذي كان يجب أن يغادره بعد «هزيمة» جيشه أمام عدد قليل من المقاومين اللبنانيين، كما قال «تقرير فينوغراد»، وهو التقرير الذي أكد هزيمة الجيش الصهيوني، وعجزه عن إيقاف ضربات المقاومة أو قذائفها الصاروخية من النزول على الأهداف العسكرية الصهيونية داخل فلسطينالمحتلة حتى «حيفا» وجنوب «القدس». بعد حرب صيف 2006م الصهيونية على لبنان، التي دارت على مدى 33 يوماً، وبعد أن مُني الجيش الصهيوني بالهزيمة رغم تفوقه العسكري براً وبحراً وجواً، ورغم قدراته وإمكاناته الهائلة.. وهي هزيمة كانت كافية لتقديم استقالة رئيس المزراء الصهيوني «أولمرت» من منصبه في أغسطس عام 2006م، لكنه صمد رغم العاصفة، ورغم عاصفة «فينوغراد»، صمد حتى سبتمبر 2008م أي نحو العامين، وفي النهاية قدم «أولمرت» استقالته في أواخر أغسطس عقب تحقيقات الشرطة التي انتهت إلى إعلان عدد من الاتهامات تجمل كلها ب(الفساد). في هذا العام، وقبل استقالته بأسابيع، بدأ يطرح أطروحات جريئة تحث الصهاينة على إبرام سلام مع العرب والفلسطينيين، وأن يتخلوا عن حلمهم ب(إسرائيل الكبرى)، ويعترف ب(اللاجئين) وحق تعويضهم... مؤكداً للصهاينة أنهم لن يجدوا فرصة للسلام أحسن من اليوم، ويلمّح إلى أن عدم اغتنام هذه الفرصة سوف لا يأتي بعدها سوى انهيار مرعب للكيان الصهيوني. لكن «أولمرت» لم يتحول إلى هذه الحال إلا في الوقت الضائع، وفي وقت تطارده هزيمة جيشه أمام لبنان، وتقرير فينوغراد، واتهامات الشرطة.. وكان بإمكانه أن يتبنّى هذا الموقف السلامي قبل ذلك منذ توليه رئاسة الوزراء لو كان صادقاً بأنه رجل سلام... لكن يظهر أنه رأى أنه سيخرج من رئاسة الحكومة مهزوماً متهماً، فقال لنفسه: سجّل يا «أولمرت» لنفسك موقفاً تاريخياً، وأنت مش خسران... إلا أنه بعد استقالته، وفي 29 سبتمبر دعا الحكومة «الخلف» إلى إقامة سلام مع العرب بالعودة إلى حدود 4 حزيران 1967م ليلتقي بهذا الرأي مع رئيس الدولة الذي دعا السعودية إلى إحياء المبادرة العربية... فهل هي صحوة لدى بيريز وأولمرت وإدراكهما أن كيانهما فعلاً بدأ ينهار أم يبحثان عن تاريخ.