تحبس الطبقة السياسية الإسرائيلية، وفي مقدمها رئيس الوزراء إيهود أولمرت أنفاسها الأربعاء 30-1-2008، بانتظار نشر تقرير صارم حول طريقة إدارة الحرب التي استمرت 34 يوما في لبنان خلال صيف 2006. وستسلم لجنة التحقيق الحكومية برئاسة القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد بعد ظهر الأربعاء نص التقرير إلى أولمرت. ويتعلق التقرير بشكل خاص بالقرار المثير للجدل الذي اتخذه أولمرت لشن هجوم بري في جنوب لبنان أدى إلى مقتل 33 عسكريا إسرائيليا قبل 60 ساعة فقط على اتفاق وقف الأعمال الحربية الذي تم التوصل اليه تحت إشراف الأممالمتحدة ودخل حيز التنفيذ في 14 أغسطس عند الساعة 05,00 ت.غ.وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 1200 لبناني غالبيتهم من المدنيين, و160 إسرائيليا غالبيتهم من العسكريين. وفي تقريرها التمهيدي في ابريل 2007, وجهت اللجنة أصابع الاتهام إلى أولمرت ووزير الدفاع أنذاك عمير بيريتس والرئيس السابق لهيئة الأركان الجنرال دان حالوتس. وقدم حالوتس وبيريتس استقالتيهما فيما لا يزال أولمرت في السلطة رغم تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها. وبحسب استطلاع للرأي نشرت قناة "10" الخاصة نتائجه مساء الثلاثاء, فإن 58% من الإسرائيليين يرون أن على أولمرت الاستقالة في حال جاء التقرير "قاسيا" في حين يرى 23% أن عليه البقاء في منصبه مهما كانت نتائج التقرير.وأشار استطلاع ثان نشرته الإذاعة العامة إلى أن 51% من الإسرائيليين يتوقعون أن يبقى أولمرت في منصبه في حين يرى 39.4% أن عليه الاستقالة.وتحدث الأمين العام لحزب العمل الإسرائيلي ايتان كابل عن "اخلاقيات في ممارسة العمل السياسي" لدعوة أولمرت إلى "أن يكون قدوة عبر تحمله مسؤولياته" قائلا "لا شيء يبرر بقاءه في السلطة". وحث كابل أيضا زعيم حزب العمل وزير الدفاع ايهود باراك على الانضمام للمعارضة لكن باراك لا يزال يحيط بالشك الطريقة التي يعتزم بها الرد على تقرير فينوغراد. وكتب تشيمي شاليف في صحيفة إسرائيل هايوم "الانتظار الطويل حطم أعصاب المؤسسة السياسية". واستطرد قائلا "الآن يعول مستشارو أولمرت على ذلك.. انهم يعولون على الفروق الطفيفة وحدها التي يأملون أن يكتشفوها عندما يقارنون بين نص التقرير الذي سيعلن غدا مع التقرير المؤقت انهم يعولون على تعب الجمهور وعلى ذاكرته القصيرة".وفي حال خسارته دعم 19 نائبا عماليا, فإن الائتلاف الحكومي الذي يضم 67 نائبا من اصل 120 سينهار. ولا يمكن تنظيم انتخابات مبكرة إلا في حال أعلن الكنيست حل نفسه عبر تصويت بالغالبية, لأن ولايته العادية تنتهي في نوفمبر 2010. وفي الوقت الراهن, لا يؤيد أي من أحزاب الغالبية هذا الاحتمال لأن كل استطلاعات الرأي تتوقع فوزا كبيرا لبنيامين نتانياهو زعيم الليكود (يمين). وبحسب تسريبات الصحافة, فإن لجنة فينوغراد لن توفر قيادة الجيش أيضا. لكنها لن تصدر توصيات شخصية لأن المحكمة العليا منعتها من ذلك نظرا لأنها لم توجه رسائل تحذير للشهود الذين تم الاستماع اليهم. لكن في حال استقال أولمرت بسبب تكثف الضغوط, فإن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز سيكون مرغما حينئذ على تكليف مهمة تشكيل غالبية جديدة لرئيس الحزب المؤهل اكثر لذلك. وفي هذه الحالة فإن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني يمكن أن تخلف أولمرت في قيادة حزب كاديما وتحاول تشكيل الحكومة. لكن أولمرت أعلن مسبقا أنه يعتزم البقاء في السلطة. وقال أمام رفاق حزبه "يمكنكم ان تتحلوا بالهدوء, لأنه لا يزال أمامنا سنوات طويلة في السلطة". وتلقى الثلاثاء مباركة الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس الديني المتطرف, ابرز الاحزاب المشاركة ايضا في الائتلاف الحكومي, والذي اتصل به للتعبير عن دعمه. "العربية"