حبست الطبقة السياسية الإسرائيلية، وفي مقدمها رئيس الوزراء إيهود أولمرت، خلال ساعات الأمس أنفاسها عشية نشر تقرير لجنة فينوغراد الصارم بشأن طريقة إدارة العدوان الذي استمر 34 يوماً على لبنان خلال صيف 2006.. وسط تلميحات من قياديين في حزب كاديما الإسرائيلي أن أولمرت سيستقيل «إذا أوصى» التقرير بذلك بصورة واضحة لكن مصيره سيكون مرهوناً بموقف حزب العمل وزعيمه إيهود باراك. ولمح عضو الكنيست عتنيئيل شنلر من حزب كاديما إلى أن إيهود أولمرت سيستقيل في حال أوصى التقرير الذي يصدر اليوم «بصورة واضحة» بأن عليه أن يفعل ذلك. لكن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت عن مصدر مقرب منه القول إن لا نية للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل. وفي ظل تصاعد التوتر السياسي عشية صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد، التي يترأسها القاضي المتقاعد إلياهو فينوغراد، في الساعة السابعة من مساء اليوم، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن شنلر بعث برسالة إلى أعضاء الكنيست من حزب كاديما. قال فيها إنه «إذا تبين من التقرير بصورة واضحة أن على أولمرت الاستقالة من منصبه فإننا واثقون بأنه سيستخلص العبر»، لكنه أضاف أن عليه «البقاء في منصبه من أجل تصحيح الأخطاء (التي ظهرت خلال حرب لبنان الثانية) ومواصلة قيادة الدولة». وليس متوقعا أن يتضمن تقرير فينوغراد النهائي أية استنتاجات شخصية، بعدما تعهد أعضاء اللجنة أمام المحكمة العليا أن التقرير لن يشمل استنتاجات كهذه، فيما تشير التوقعات إلى أن المتضرر الأساسي من التقرير هو رئيس الأركان أثناء الحرب دان حلوتس. وفيما يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالضغط مع قرب صدور التقرير المؤلف من أكثر من 500 صفحة في مجلدين، استبعد أولمرت نفسه إمكانية تقديم استقالته حتى لو انتقد تقرير فينوغراد بشدة الطريقة التي أدار بها الحرب. وقال يوم الاثنين إن حزب كاديما سيبقى في الحكم لمدة طويلة في إسرائيل. وذكرت تقارير إعلامية أن من بين العوامل المهمة لبقاء أولمرت في الحكم ما سيفعله وزير الدفاع إيهود باراك، الذي يتزعم حزب العمل أكبر شريك في الائتلاف الحاكم والممثل في الكنيست (البرلمان) ب 19 مقعداً، ففي حال قرر باراك الانسحاب من الائتلاف الذي يصل عدد مقاعده البرلمانية إلى 67 (من بين 120) فإن أولمرت سيخسر الأغلبية الحاكمة. وفي حال استقال بسبب تكثف الضغوط، فإن الرئيس شيمون بيريز سيكون مرغماً حينئذ على تكليف مهمة تشكيل غالبية جديدة لرئيس الحزب المؤهل لذلك، وفي هذه الحالة فإن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني يمكن أن تخلف أولمرت في قيادة حزب كاديما وتقود الحكومة. في غضون ذلك، تلقى أولمرت دعماً كبيراً أمس عندما هاتفه الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف، وقال له مشجعاً «لا تخف ولا ترتاب أنا معك». وفي مواجهة مضمون التقرير، يستعد المقربون من أولمرت للرد على بنوده من خلال «ورقة رسائل إعلامية» تفيد صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنها تشمل الإشارة إلى أن «الحدود الشمالية هادئة وحتى أنه لا يمكن حجز غرفة في فندق هناك». أما الرسالة الثانية فهي: «اسألوا سوريا عن قوتنا»، في إشارة إلى اختراق الطيران الحربي للأجواء السورية في السادس من سبتمبر الماضي وقصف موقع في منطقة دير الزور. وكالات