أفاد استطلاع نشرت نتائجه اليوم الخميس أن غالبية الإسرائيليين ترى أن على رئيس الوزراء ايهود اولمرت الاستقالة بعد نشر تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية الرسمية الأربعاء والذي خلص إلى أن حرب لبنان صيف 2006 شكلت "اخفاقا كبيرا وخطيرا" لإسرائيل. وردا على سؤال عما اذا كانوا يعتقدون ان على رئيس الوزراء تقديم استقالته بعد نشر التقرير, اجاب 57% من الاشخاص من الذين شملهم الاستطلاع بنعم, في حين قال 33% ان عليه ان يبقى في منصبه ولم يدل 10% باي رأي.وكانت نسبة الاسرائيليين المؤيدين لاستقالة اولمرت اعلى (73%) لدى نشر التقرير الاولي في ابريل/نيسان حول اخفاقات الحرب في لبنان, حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" التي نشرت نتائج الاستطلاع. واجرى معهد "تيليسكر" الاستطلاع الذي شمل 500 شخص مع هامش خطأ بلغ 4,5%.وجاء في التقرير, بحسب ما ورد في الخلاصات التي تلاها رئيس لجنة التحقيق الياهو فينوغراد في مؤتمر صحافي في القدس الاربعاء, ان "هذه الحرب شكلت اخفاقا كبيرا وخطيرا (...) كشفنا ثغرات خطيرة على اعلى مستويات هرم القيادة السياسية والعسكرية". لكنه لم يدع الى استقالة اولمرت.ورفض المسؤول الثاني في الحكومة حاييم رامون استقالة اولمرت او اجراء انتخابات مبكرة. وقال للاذاعة العامة الاسرائيلية "بعد هذا التقرير, يكمن الاساس في تأمين استقرار السلطة, اذ لا يمكن لبلد مثل اسرائيل ان يسير قدما فيما ينظم انتخابات كل سنتين. ان الدفع في اتجاه انتخابات مبكرة سيكون امرا غير مسؤول بتاتا". وتابع رامون, العضو في حزب كاديما برئاسة اولمرت, ان "رئيس الوزراء يعمل بشكل افضل من الذين يرغبون بالحلول مكانه داخل الائتلاف الحكومي او خارجه". وكان يشير الى زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو الذي تقول استطلاعات الراي انه الشخصية الاكثر شعبية لمنصب رئيس الوزراء. واستبعد نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي, العضو في حزب العمال, من جهته انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي. وقال "هذا التقرير لا يتضمن اي عنصر تفجير من شأنه ان يتسبب بازمة سياسية". ولم يدل وزير الدفاع ورئيس حزب العمال ايهود باراك بموقف حول التقرير بعد, مشيرا الى انه سيأخذ وقته في دراسة التقرير. ودعم حزب العمال (19 نائبا) ضروري للائتلاف الحكومي الذي يبلغ عدد نوابه 67 من 120. ولا يمكن تنظيم انتخابات مبكرة اذا لم يتخذ الكنيست قرارا بحل نفسه بغالبية اصوات اعضائه. وتنتهي ولاية الكنيست الحالي في نوفمبر 2010.بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت واثقا من أنه سيتخطى الضغوط التي تدعوه للاستقالة بعد صدور التقرير النهائي للجنة "فينوغراد"، حول تصرفه ابان الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006. ووجهت اللجنة، في التقرير الذي كشفت عنه الأربعاء، انتقادات للمسلك العام خلال الحرب ولكنها تجنبت إلى حد بعيد لوم أولمرت وهو ما أثار خيبة أمل عند خصومه الذين كانوا يستعدون للتحرك عقب تقديمه الاستقالة، مما من شأنه التسبب في إجراء انتخابات مبكرة.أفادت استنتاجات اللجنة أن أولمرت لم تكن لديه خيارات تذكر سوى شن هجوم بري نهائي لم يحقق شيئا وكلف اسرائيل حياة أكثر من 30 جنديا. وقال التقرير إنه، على الرغم من أن وسطاء الاممالمتحدة كانوا يحاولون التوسط من أجل وقف لاطلاق النار في ذلك الوقت فإن الهجوم "كان حتميا تقريبا".وأضاف أن أولمرت "تصرف استنادا الى فهم قوي وصادق لما رأى في ذلك الوقت أن فيه مصلحة اسرائيل".ووصفت اللجنة الصراع بأنه "فرصة ضائعة" انتهت من دون نصر واضح على مقاتلي حزب الله الذين أمطروا شمال إسرائيل بالصواريخ وصمدوا في وجه الجيش الأكثر تجهيزا بالأسلحة المتطورة في الشرق الأوسط. وتعليقا على مقاتلي حزب الله "لقد قاوم بضعة آلاف من الرجال على مدى أسابيع قليلة أقوى جيش في الشرق الاوسط".وهذه هي الخلاصة التي رددها عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله حسين الحاج حسن في لبنان فقال إن التقرير يعني أن هذا الجيش الذي زرع الرعب عند العرب في الماضي يمكن اليوم هزمته. كما أعلن المتحدث باسم الحزب حسين رحال أن التقرير كشف عن فشل إسرائيل "إسرائيل فشلت فشلا كاملا في تحقيق أهدافها والجيش الإسرائيلي تلقى هزيمة على يد المقاومة". وأضاف أن "لبنان استطاع رغم كل الخسائر ان ينتصر على الحرب الإسرائيلية التي اتخذت إسرائيل قرارها وليس لبنان". دوره, قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله "هذا التقرير يكشف أن العدوان فشل وأن الحرب الإسرائيلية لم تحقق ايا من أهدافها السياسية أو العسكرية في لبنان". "وكالات"