اعتبر تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية الذي نشر اليوم ان حرب لبنان صيف 2006 شكلت "اخفاقا كبيرا وخطيرا". وجاء في التقرير "ان هذه الحرب شكلت اخفاقا كبيرا وخطيرا (...) لقد كشفنا وجود ثغرات خطيرة على اعلى مستويات الهرمية السياسية والعسكرية"، معتبرا ان العملية البرية التي شنها الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية خلال الايام الاخيرة من الحرب "لم تحقق اهدافها". وكان مسؤولون اسرائيليون افادوا ان لجنة التحقيق في حرب لبنان خلصت الى اعتبار قرار رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت بشن هجوم بري في الايام الاخيرة من الحرب "مناسبا". وقال هؤلاء المسؤولون ان "قرار شن هجوم بري كان مناسبا في الاطارين السياسي والعملاني". واضافوا "ليس من صلاحيات اللجنة تحديد ما اذا كانت الاعتبارات التي ادت الى اتخاذ هذا القرار سياسية او شخصية". من جهتها، قالت شبكة التلفزيون الاسرائيلية الثانية (خاصة) ان قرار اعلان الحرب حسب التقرير جاء "متعثرا" مثله مثل الاستعدادات للحرب اضافة الى "ثغرات خطيرة في عملية اتخاذ القرار". وقد تلقى اولمرت اليوم نسخة عن التقرير النهائي. وسلم القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد الذي يترأس لجنة التحقيق، اولمرت نسخة من التقرير الذي يتالف من 600 صفحة استنادا الى 74 شهادة قدمها مسؤولون سياسيون وعسكريون وخبراء. وكان حلفاء أولمرت افادوا ان اولمرت لن يستقيل بعد نشر التقرير واستبعدوا اجراء انتخابات مبكرة. وقال وزير المالية روني بار أون العضو بحزب كديما الذي يرأسه أولمرت لمؤيديه في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء "أقول لكم لن تكون هناك انتخابات... رئيس الوزراء ثابت في هذا المنصب. لن تغير أي حملة ضغط من هذا الوضع." وكان تقرير أولي أعلنته اللجنة في ابريل نيسان الماضي انتقد بشدة أولمرت وحكومته وقد يجدد التقرير النهائي المطالب لاولمرت بالاستقالة. وأوضح استطلاع للرأي أجرته القناة العاشرة التلفزيونية الاسرائيلية أن 58 بالمئة ممن جرى استطلاع رأيهم يريدون من أولمرت الذي استأنف بدعم أميركي مفاوضات السلام مع الفلسطينيين في نوفمبر تشرين الثاني الاستقالة. وخسر أولمرت حلفاء في ائتلافه الحاكم ولكنه تعهد بالبقاء في السلطة واصلاح أي أخطاء يحددها تقرير لجنة فينوجراد والمضي قدما في أكثر محادثات السلام جدية خلال سبع سنوات. ولا يمكن للجنة أن توصي باستقالة أولمرت أو غيره وبالرغم من أن خصومه يتدافعون بهدوء للحصول على المنصب في حالة استقالته الامر الذي قد يؤدي على الارجح الى اجراء انتخابات مبكرة أيضا الا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يواجه منافسا واضحا. وقال وزير الاسكان الاٍسرائيلي زئيف بويم لراديو اسرائيل ان التقرير لن يحدث تطهيرا داخل حزب كديما. وقال الوزير الاسرائيلي ياكوف ايدري وهو عضو أيضا في حزب كديما ان أولمرت وحكومته "سيستمران في القيام بمهتهما." ويتمتع أولمرت الذي كان وصف نفسه بأنه "غير قابل للتدمير" بدعم الرئيس الاميركي جورج بوش الذي زار اسرائيل والضفة الغربية المحتلة الشهر الحالي ويتطلع بوش الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني خلال عامه الاخير في البيت الابيض ومن المؤكد تقريبا أن هذا الامل سيدمر اذا استدارت اسرائيل للداخل لخوض انتخابات مبكرة سيبدأها السياسي اليميني بنيامين نتنياهو باعتباره المرشح الاوفر حظا. وكانت حرب لبنان اندلعت بعد أن أسر مقاتلو حزب الله اللبناني جنديين اسرائيليين وقتلوا ثمانية في غارة عبر الحدود في يوليو تموز عام 2006 . وقتل نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و157 اسرائيليا معظمهم من الجنود خلال الحرب التي استمرت لمدة 34 يوما. وفي التقرير المؤقت اتهمت لجنة فينوجراد أولمرت بالافتقار "للحكمة والمسؤولية" في اتخاذه القرار بخوض الحرب. واستقال وزير الدفاع انذاك عمير بيريتس ورئيس هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي انذاك دان حالوتس العام الماضي. وتراجعت نسبة شعبية أولمرت الذي يعاني أيضا من سلسلة من فضائح الفساد ينفي أن يكون متورطا فيها الى أقل من عشرة بالمئة ولكنه تجاهل الانتقادات واحتفظ بمنصبه.