أعلنت "إسرائيل" إخفاقها الذي وصفته بأنه كان "كبيرا وخطيرا" في حربها العدوانية التي شنتها على لبنان في صيف ،2006 وذلك في التقرير الذي تتبع مظاهر وأسباب هذا الإخفاق، وأعدته لجنة التحقيق الخاصة التي ترأسها القاضي السابق إلياهو فينوغراد، وسلمت أولى نسخه أمس إلى رئيس وزراء الكيان إيهود أولمرت الذي وجد نفسه في منجاة من السقوط، بعد تحييد رأسه. وأعلنت أوساطه رضاه عما اشتمل عليه التقرير، بسبب عدم انتقاد أوامره بتنفيذ عملية عدوانية عسكرية برية في آخر 60 ساعة من الحرب والتي هلك فيها 33 جنديا "إسرائيليا". وعمدت لجنة فينوغراد إلى توزيع مسؤوليات الفشل سياسيا وعسكريا على الجيش وإدارة الحرب، وتفادت في تقريرها اعترافا حاسما بهزيمة واضحة بالنظر إلى فشل الكيان في تحقيق أغراضه من تلك الحرب العدوانية، ورأى حزب الله تقريرها يؤكد على "فشل كامل" ل"إسرائيل" وهزيمتها، واعتبرته حركة المقاومة الإسلامية حماس حافزا على التمسك بالمقاومة. وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في القدس المحتلة، أعلن القاضي "الإسرائيلي" السابق إلياهو فينوغراد خلاصات للتقرير الذي أنجزته اللجنة التي ترأسها، والتي عملت طوال أكثر من عام على التحقيق في مجريات الحرب العدوانية التي شنتها حكومة الكيان وجيشها على لبنان في يوليو/ تموز ،2006 وجاء في هذه الخلاصات إقرار واضح بأن الحرب المذكورة شكلت إخفاقا كبيرا وخطيرا، وبأن ثغرات خطيرة حدثت على أعلى مستويات الهرمية السياسية والعسكرية. وفيما رأت اللجنة في تقريرها أن رئيس وزراء الكيان إيهود أولمرت اتخذ "قراراً مناسباً ومعقولاً" في الإطارين السياسي والعملي في شن عملية عسكرية برية في الأيام الأخيرة للحرب، وبمقتضى مصلحة "إسرائيل"، إلا أن هذه العملية لم تحقق أهدافها. وفي توزيعها لمسؤوليات الإخفاق والفشل الكبير التي تفادت اعتبارها هزيمة معلنة، آثرت لجنة "فينوغراد" القول إن الدخول في الحرب كان من دون وضع استراتيجية، ما شكل ثغرة كبيرة، وإن إدارة الحرب كانت متعثرة على المستويين السياسي والعملياتي وخصوصا على مستوى القوات البرية. وأبدت أوساط أولمرت رضاها وارتياحها مما جاء عليه التقرير، وقال وزير مقرب منه إن الانتقاد الوارد فيه لرئيس الوزراء جاء أكثر اعتدالا من التقرير الأولي الذي كان قد تم نشره في إبريل/ نيسان الماضي. وعلى الرغم من إقرار التقرير صراحة بأن الحرب انتهت من دون أن تنتصر فيها "إسرائيل"، إلا أن المسؤول الأول عن إدارتها وهو أولمرت تم تحييده من مسؤوليات هذه النتيجة، وقال مقربون منه إنه خفف كثيرا عنه. وذكر مكتبه أمس أن أولمرت يأخذ بجدية كاملة نتائج لجنة التحقيق، وستبدأ حكومته في الأيام المقبلة عملية تنفيذ التوصيات الواردة في تقريرها. وقال مدير المكتب أوفيد يحزقيل إن رئيس الوزراء والحكومة يتحملان المسؤولية وسينفذان إصلاحات، وتحمل المسؤولية يعني البقاء والتحسين والاستمرار في القيادة على الطريق إلى الأمام، بحسب تعبيره. وفي أول تعقيب من حزب الله على التقرير، قال المتحدث باسم الحزب حسين رحال لوكالة "فرانس برس" إن التقرير أثبت أن "إسرائيل" فشلت فشلاً كاملاً في تحقيق أهدافها وأن جيشها تلقى هزيمة على يد المقاومة. وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن التقرير كشف عن هشاشة وضعف الكيان "الإسرائيلي" وكرتونية المؤسسة العسكرية والسياسية، واعتبره حافزا للتمسك بالمقاومة. مقاطع سرية لم تنشر قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله إن مقاطع سرية حذفت من تقرير لجنة فينوغراد، تشير إلى "التواطؤات الخارجية السياسية، سواء الأمريكية أو مع بعض الأطراف التي شجعت الكيان "الإسرائيلي" على الاستمرار في الحرب". وأضاف أن "هذه المقاطع السرية تخفي الكثير من الفضائح السياسية التي يمكن أن نراها في المنطقة العربية، وعلى مستوى المجتمع الدولي". ( أ.ف.ب)