اعترف قادة الجيش الصهيوني ولأول مرة وبصريح العبارة بالفشل والإخفاق في العدوان على لبنان الشقيق ، وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الصهيوني ، "موشي كابلنسكي " : "لقد أخفقنا و سبب الإخفاق ليس بسبب لعنة لبنان بل بسبب مشاكل مهنية لدينا ..يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت أن الحرب التي شنتها دولة الكيان في الصيف الماضي على لبنان الشقيق تمّ التخطيط لها في شهر آذار / مارس من عام 2006 أي قبل أربعة أشهر من بدئها بعد أسر حزب الله اللبناني حنديين إسرائيليين ومقتل عددا آخر في تموز / يولبو الماضي . وكانتصحيفة هآرتس العبرية قد كشفت أن ذوى الجنود الإسرائيليون الذين قتلوا خلال الحرب الأخيرة على لبنان طالبوا القيادة العسكرية الإسرائيلية بإضافة عبارة " قتلوا خلال حرب لبنان الثانية" على قبورهم بعد أن اكتفت القيادة العسكرية الإسرائيلية بإضافة عبارة " سقطوا خلال معركة في لبنان " ..!! ونقلت هآرتس عن ذوي الجنود قولهم : إن قرار الحكومة عدم الإشارة إلى حرب لبنان الثانية يأتي لاعتبارات سياسية منعت الحكومة من الإعلان عن الحرب ضد لبنان كحالة حرب رسمية . وقبل أن يقدم استقالته ، اعترف رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس بأن قواته فشلت في تحقيق أهدافها التي كانت تخطط لها ضد حزب الله في الحرب التي دارت رحاها في تموز /يوليو الماضي بعد أسر حزب الله الشيعي لجنديين إسرائيليين، و التي استمرت 34 يوما ،وأدت إلى مقتل أكثر من ألف لبناني مقابل 159 إسرائيليا منهم 118 عسكريا. وتعقيبا على تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني هذه ، تساءل ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي عن عدم إعداد الجيش بشكل جيد إذا كانت القيادة السياسية قد خططت للحرب قبل أربعة اشهر من اندلاعها وفقا لاعترافات اولمرت أمام لجنة التحقيق .. وقال احد ضباط هيئة الأركان لصحيفة هآرتس العبرية ردا على أقوال اولمرت أمام لجنة التحقيق التي أثارت الكثير من الردود بين صفوف الضباط والساسة الإسرائيليين : " إذا كان اولمرت قد اعد للحرب قبل أربعة اشهر من وقوعها فلماذا لم يجهز الجيش ؟. وأضاف الضابط بأنه في حال صحت أقوال رئيس الوزراء حول القرار المسبق بالخروج للحرب فان نتائج الحرب وإخفاقاتها ستكون اخطر بكثير عما هي الآن. ويبدو أن الصحافة والساسة وحتى الضباط الإسرائيليين تعاملوا مع تبرير اولمرت من باب عذر أقبح من ذنب واخذوا يردون عليه بغضب وخنق ويوجهون له اتهامات اشد خطورة من الاتهام الذي حاول تبريره خاصة في مجال إعداد الجيش السيئ رغم اتخاذ قرار بالحرب قبل أربعة اشهر. وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الصهيوني ، "موشي كابلنسكي في أول حديث له بعد العدوان على لبنان في لقاء مع صحيفة معاريف الصادرة صباح أمس الجمعة: " ما كان يجب أن يكون الأمر بهذا الشكل، والشعور هو شعور بالإخفاق".. مضيفا: "نحن أخفقنا".. وتساءل مرددا سؤالا وُجه إليه: " أين أخطأت؟ لن أقول.. بالتأكيد ليس هنا.. أخطأت، أخطأنا.. ما كان يجب أن يكون الأمر هكذا.. لا شك لدي أنه في لبنان أيضا كان بإمكاننا أن نعمل بشكل أفضل، وليس بسبب لعنة لبنان، بل بسبب مشاكل مهنية كانت في الطريق. ويحيل " كابلنسكي " الإخفاق إلى القادة الكبار في الجيش الإسرائيلي وليس للجنود العاديين " هناك شعور كبير بالإخفاق، ولكن بالتأكيد ليس من الجنود. بل من نتيجة الحرب، ومن الطريقة التي أدرنا فيها الأمر. وقال نائب الأركان العامة في الجيش الاسرائيلي: "التحدي الأول الذي أمامنا اليوم، بعد الحرب، إعادة الجيش إلى ما كان عليه، إعادة المهنية والإرادة والانتماء".. أولمرت : إسرائيل خططت مسبقا للحرب على لبنان قبل خطف الجنديين بأربعة أشهر .. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد اعترف أمام لجنة التحقيق بأن حكومته قد قررت الخروج للحرب قبل أربعة اشهر من اندلاعها وذلك في معرض وضعها للخطط والردود المحتملة على عملية اسر جنود نفذها حزب الله. وجاءت أقوال اولمرت في محاولة منه للدفاع عن نفسه ضد الذين يتهمونه بارتجال الحرب واتخاذ قرار بشنها بعد عدة ساعات فقط من تنفيذ حزب الله عملية عسكرية انتهت بأسر حنديين إسرائيليين ومقتل عددا آخر . وقال أولمرت : إن الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان تمّ التخطيط لها في شهر آذار / مارس من عام 2006 أي قبل أربعة أشهر من بدئها، وفق ما نقلته عنه صحيفة هآرتس العبرية .. وبحسب موقع صحيفة هآرتس الالكتروني: فقد كشف أولمرت هذه المعلومات عند مثوله مطلع الشهر الماضي أمام لجنة "فينوغراد" المعنية بالتحقيق الرسمي حول إخفاقات الحرب على لبنان بين 12 يوليو/ تموز و14 أغسطس/ آب2006. وأضاف الموقع أن أولمرت شهد أمام اللجنة بأنه شن حرب العام الماضي ضد مقاتلي حزب الله في لبنان بموجب خطة طوارئ أقرت قبل أربعة أشهر. وتتضمن الخطة ضربات جوية ترافقها عمليات برية محدودة كرد فعل في حال قيام حزب الله بخطف جنود إسرائيليين. وأوضحت الصحيفة العبرية أن رئيس الوزراء أراد بذلك الرد على الذين يتهمونه بأنه قرر خوض الحرب بدون استعداد بعد ساعات من أسر الجنديين الإسرائيليين في عملية نفذها حزب الله يوم 12 يوليو/ تموز الماضي. 68%من الإسرائيليين يعتقدون أن وضع إسرائيل ساء في أعقاب انتخاب حكومة أولمرت وفي نهاية الأسبوع الماضي تبين من خلال نتائج استطلاع معهد "سميث" لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ، أيهود أولمرت مظلم ، ورداً على سؤال "هل تحسن وضع إسرائيل أم ساء في أعقاب انتخاب حكومة أولمرت قبل سنة"، قال 68% من المستطلعين اليهود : إن الوضع أسوأ اليوم، في حين يعتقد 6% فقط أن الوضع قد تحسن، وقال 24% أن الوضع بقي كما كان عليه. ووفقا لنتائج الاستطلاع الحديث النشر : فإن غالبية الجمهور الإسرائيلي يصدق ادعاءات مراقب الدولة العبرية القاضي المتقاعد "ميخا ليندنشتراوس " ، وفقط قلة قليلة تصدق ادعاءات رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وقال 58% من الجمهور اليهودي : إنهم يصدقون ادعاءات مراقب الدولة، وأن 9% فقط يصدقون ادعاءات أولمرت، في حين قال 12% أنهم لا يصدقون إدعاءات الاثنين معاً. تجدر الإشارة إلى أن الصراع بين مراقب الدولة العبرية ورئيس الحكومة أولمرت بدأ في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنه تصاعد في بداية الأسبوع الحالي، عندما هاجم أولمرت مراقب الدولة العبرية بادعاء أنه لم يتم تقديم نسخة من تقرير المراقب إلى الجهات التي يتناولها التقرير بشأن الجبهة الداخلية في إسرائيل ، وأن التسريبات بالنتيجة مصدرها مكتب مراقب الدولة. وادعى أولمرت إلى أنه لم يمر سوى 6 أيام منذ اللحظة التي تسلم فيها أسئلة المراقب التي تتصل بالنتائج التي تظهر في مسودة التقرير بشأن أدائه خلال الحرب الأخيرة على لبنان إلى حين الانتهاء من بلورة النتائج. في المقابل، فقد جاء أن مكتب المراقب قد فوجئ من الحقائق الواردة في التقرير، وادعى أن أولمرت يواصل محاولاته في صرف انتباه الجمهور عن واجبه في تقديم أجوبه دقيقة وواضحة للأسئلة الكثيرة الموجهة إليه منذ شهور. وبحسب مراقب الدولة العبرية :" ليست هذه المرة الأولى التي يستخف فيها رئيس الحكومة بمؤسسة الرقابة والمراقبين المهنيين الذين يعملون فيها"، وأن أولمرت يطرح ادعاءات ويلقي بتهم لا أساس لها في الواقع .