ها هي الأيام تسفر عن وجه قبيح، وما في أحشائها يندلق إلى ساحة الحياة ليثبت للجميع نفاد مخزون الإنسانية من سكان العالم واستكمال مقومات الهلاك وانتهاء صلاحية النظام العالمي قديمه وجديده لتعمير الحياة. لقد هانت على المجتمع الدولي نفوس البشر، وهو على حمله لأسفار الحقوق والمواثيق والعهود التي تكفل للإنسان حق الحياة، يقف مقعداً كسيحاً أمام حرب إبادة جماعية تقودها الشرذمة الصهيونية ضد شعب لا يملك من السلاح ما يدافع به عن نفسه. وفي هذا المعترك تتجلى مساحة الخذلان العربي وهم يعللون أنفسهم بالسلام وأحياناً يشترطون «سلاماً عادلاً وشاملاً» مع أن دلالة «السلام» في قاموس الصهيونية وحلفائها هي كل ما يكفل للدولة اليهودية البقاء والاستمرار وتوسيع النفوذ، ولأن هذه الدولة الطارئة تحسب حساب الزمن بدقة فإن السلام يعني لديها حصد الأرواح الفلسطينية بلا هوادة وما أفلت من أيدي القذائف والصواريخ والمجنزرات فإن قطع أسباب الحياة عنه من الغذاء والدواء كفيل بإبادتهم كل ساعة. لكن الكيان الصهيوني بهذه الطريقة «المختصرة» سيظل يتعاطى الحمق الذي لا يمنحه إلا مزيداً من التراجع لأن هذا الكيان المزروع برعاية أمريكية «متواصلة» لا يجيد قراءة التاريخ، ولايمنح نفسه لحظة التفكير في هذه السنن المودعة في الكون، فمهما تنمر البغاث الصهيوني وكشر عن أنيابه محاولاً القضاء على هذا الشعب الفلسطيني فإن العدالة الكونية تقتضي أن تستمر الأرحام تقذف إلى ساحة النضال كل يوم نفوساً تدافع عن حقوقها وتستميت في الذود عن كرامتها والثأر لدماء الأبرياء وأنين الجرحى ودموع الثكالى وصراخ الأيتام.. تحية لكم يا أبناء «غزة» وأنتم تواجهون اليوم آلة الحرب عزلاً من السلاح عزلاً من الغذاء والدواء وقد تخلى عنكم سكان الأرض وتنكر لكم القريب قبل البعيد ورماكم الصهاينة عن قوس واحدة.. تحية لكم من أرض اليمن الميمون وقلوب ابنائها قيادة وحكومة وشعباً تنخلع لمصابكم وتضرع إلى الله بأن يكف عنكم بأس الذين ظلموا في خضم هذا الخذلان المريع الذي منيت به انظمة العرب وعلى صورة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ولكن حسبنا أن نقول ما قاله حينها الشيخ أحمد بن علوان: زمان يضحك السفهاء منه ويبكي من عواقبه الحليم إن الزعامات العربية اليوم لو قاست ما يجري اليوم في غزة بمنظار صحيح فإنها لن تعدم شيئاً تفعله فهل لها أن تستعيد احترام شعوبها لاسيما واليمن اليوم تدعوها إلى كلمة سواء لمواجهة طيش الاحتلال الغاصب؟! ماذا عليها لو جربت وأغمضت عينيها وهبت لفك الحصار وأمدت هذا الشعب المجاهد بما يلزم أم أنها مصرة ولا تزال على أن لا تكون متفقة على شيء إلا على أن تختلف؟!. وأمام هذا الصمت العالمي نحو معركة غير متكافئة أليس من حق هذا العالم أن يتنحى عن قيادة الحياة؟! أليس من حقه أن يضمحل ويتآكل لأنه قد توافرت فيه موجبات الهلاك لأنه يحب الحياة لنفسه ويرفضها لمن يشاء.. إنه يستحق