في مثل هذه الأيام من العام 2008 م كان العدوان الصهيوني على قطاع غزة.. هذا القطاع الذي يقع تحت العدوان الصهيوني بالحصار, قد سبق العدوان العسكري الإجرامي الإرهابي البشع بسنوات, أي أنه وفي الوقت الذي كان الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من الجوع والمرض والموت جراء الحصار الصهيوني, الذي حوّل القطاع إلى سجن كبير منع عنه الغذاء، والدواء، وحليب الأطفال، وكل مقومات الحياة الإنسانية الضرورية والأساسية. نعم في هذه الظروف التي أراد منها الصهاينة الإبادة الجماعية لفلسطينيي غزة، وفي ظروف غزة الصعبة لم يتورع القراصنة الصهاينة حكومة وجيشاً من اتخاذ قرار شن حرب عسكرية على القطاع.. حرب فيها كل الخبث، والإجرام والإرهاب والبشاعة واللا أخلاق، حرب لاتلتزم بالقوانين ولا الإعلانات والاتفاقات الإنسانية الدولية، وعلى مرأى ومسمع من العرب والمسلمين والعالم.. حشدت العصابات الصهيونية كل آلياتها العسكرية بشراً ومعدات، في البر والبحر والجو لتنفذ عدوانها بوحشية وبشاعة ضد غزة.. قصفاً بالمدفعية من أسلحة المدفعية، وقصف من مدفعية الدبابات وقصف بالقنابل، والصواريخ من الجو، وقصف بالصواريخ من البحر كل ذلك ضد شعب مدني أعزل من السلاح، وضد مقاومين عن القطاع لايحملون سوى أسلحة خفيفة وشخصية.. كان القصف لايفرق بين منزل، أو مدينة أو منشآت دولية، أو مخازن غذاء تتبع الوكالة الدولية لغوث اللاجئين، وبين مؤسسات دولية لجأ إليها الأطفال والعجزة والمسنون.. ليحتموا تحت العلم الدولي “ الأممي”.. لكن حتى هذا العلم لم يحمهم، فالصهاينة لايعترفون بعلم ولا بمجتمع دولي إلى حد أقدم فيه الصهاينة على استخدام أسلحة فوسفورية، وهي محرمة دولياً وقد شوهدت بالعين المجردة أثناء القصف، ولم يتحرك المجتمع الدولي لا أثناء العدوان ولابعد العدوان, وحتى اليوم. لقد كان حصاراً وتجويعاً ومرضاً وغياب خدمات وعدواناً عسكرياً، إجرامياً إرهابياً، وحشياً.. ومع ذلك إرادة وصمود، وصبر، وتحمل، وتوكل على الله, بقي الشعب في غزة وانتصر بصموده ومقاومته رغم الفارق الذي لايجوز مقارنته.. واندحرت الآلة العسكرية الإجرامية الصهيونية، وظل الشعب في غزة واقفاً يقاوم، ومازال العالم يتفرج عليه سوى من قوافل إغاثة غذائية وعلاجية, تمكنه بعون الله من البقاء والمقاومة, رغم تهديدات العدو بعدوان جديد.