غزة “القطاع الفلسطيني” الصغير على البحر المتوسط، هذا القطاع الأعلى كثافة سكانية في العالم.. في العام 2008م تعرّض وعلى مدى “23” يوماً لعدوان العصابات الصهيونية، ومارست عليه أبشع أنواع الحرب، الجيش الصهيوني أحاط بغزة بحشد عسكري غير مسبوق من البر والبحر والجو، وحشد الصهاينة من الآلة العسكرية أحدث الأسلحة، واستخدم ضد شعب غزة الأسلحة المحرمة دولياً، وقصف القطاع دون تمييز أو تفريق بغرض الإحراق والتخريب والتدمير والمذابح الجماعية. لقد تعرّضت غزة لعدوان همجي بربري خالٍ من أي أخلاق أو ضمير، إن ما حدث طيلة “23” يوماً لغزة كان حرباً إجرامية بشعة.. كانت حرباً مجنونة لم تراع أي سمة من سمات العقلاء، فسلوك العدو الصهيوني كان هستيرياً جباناً ضد أناس مدنيين عزّل ومقاومة لا تملك من السلاح سوى الأسلحة الشخصية، وأمن يفتقر إلى أبسط مقومات الدفاع أمام أحدث وأقوى جيش في المنطقة. كلنا نتذكر ولا ننسى ذلك الصمود الأسطوري لشعب فلسطين في غزة، ذلك الصمود الذي أرعب آلة الحرب الصهيونية، وأخاف الجندي الصهيوني إلى حد لم يتجرأ على دخول غزة لإنقاذ وتحرير الجندي الصهيوني الأسير “ جلعاد شاليط” والذي كان تحريره الهدف الأساس من ذلك الهجوم الصهيوني على غزة. استعصت غزة على الصهاينة، وتفوّق المقاتل الفلسطيني على ذلك الجيش البري والبحري والجوي الذي حشد لاجتياح غزة وتحرير “جلعاد” وعلى مدى “23” يوماً عجز ذلك الجيش عن دخول غزة وشعر بالمرارة والهزيمة إلى حد هسترت معه قيادة العصابات الصهيونية ووجّهت بقصف غزة من البر والبحر والجو وقتل المدنيين العزّل من السلاح، واستخدموا المتفجرات الفوسفورية المحرمة دولياً. لكن ومع الدمار والتخريب والمذابح وجرائم الحرب انهزم الصهاينة؛ فلا قضوا على المقاومة، ولا حرروا جلعاد، ولم يحققوا إيقاف إطلاق الصواريخ، وسيظل الشعب الفلسطيني حياً لن يموت. وفي الأخير لن تموت إلا العصابات الصهيونية.