بمرور شهر يناير 2010م يكون قد مضى عام على العدوان الصهيوني على قطاع غزة الفلسطيني.. ذلك العدوان الذي لم ينس أن يستخدم أي نوع من أنواع البربرية والوحشية والهمجية العسكرية ضد سكان مدنيين عزل ليسهم قتلهم جنباً إلى جنب مع الحصار القاتل الذي يقتل أبناء غزة جوعاً, ومرضاً, وعراءً, وعطشاً. نعم.. بعد مرور عام على هذا العدوان, وأعوام على الحصار مازالت غزة مقاومة, وشعبها صامداً, لم تركع, ولم تخضع , ولم تهن ولم تفتر, ولم تستسلم.. في وسط ومحيط عربي ضعيف مهترئ.. مجرد من الغيرة, والنخوة. لكن غزة فوضت أمرها لله, وهاهي صابرة, صامدة, قوية تعيش بين الدمار الذي خلفه العدوان الصهيوني, وتقاوم الموت الذي أراده الصهاينة لها من خلال حصارهم. وستظل كذلك صابرة صامدة , قوية عصية على التركيع, والإخضاع, والاستسلام, وبصبرها وصمودها سوف تتحرر من العدوان, ومن الحصار, وسيهبها الحياة الحرة العزيزة الكريمة.. من بيده الحياة والموت, والعزة والكرامة.. فالله مع الصابرين. وما نقرأه من قادم الأيام, ومن قادم الشهور للعام 2010م.. أن غزة هي أكثر قوة ومنعة على العدو الصهيوني الذي مازال يطلق تهديداته المتوعدة للقطاع في شكل حرب نفسية علها تخفف من خيبة أمله, وحالته المنهزمة عسكرياً وسياسياً جراء عجز آلته العسكرية الوحشية عن تحقيق أي هدف خلال حرب ال(23) يوماً نتيجة لصمود المقاومة الفلسطينية التي هسترت جيش العدو ليلجأ إلى أسلوب التدمير وضرب المدنيين في المساكن, وفي الملاجئ, وفي المقرات الأممية واستخدامه للأسلحة المحرمة, وهو ما نجح فيه حسب تقرير «جولدستون» الذي أدان الجرائم الحربية العسكرية الصهيونية ضد غزة. بعد عام من العدوان التدميري لغزة.. أين مقررات القمة العربية التي عقدت عقب العدوان والتبرعات, والتعهد العربي بإعادة إعمار غزة؟! فعام مضى على العدوان والقمة ومقرراتها وهاهي القمة العربية سوف تحل بعد شهر دون أن تتحرك مقررات القمة الماضية من على الورق لإعادة إعمار غزة؟! فمازالت غزة تعيش بين الدمار الذي خلفه الصهاينة،تعاني من البرد والجوع والمرض وانعدام الدواء, وتحت الحصار القاتل دون أي تحرك عربي قوي فعال, وجاد لتحرير غزة من الحصار, وإعادة إعمارها. فإلى متى يظل الصمت وتظل السلبية العربية تجاه غزة وفلسطين؟!!.