تعددت القمم والموت واحد، وتعددت المبادرات والحل واحد.. وتعددت الوجوه والعدو واحد.. فالزمان : أكثر من «3» أسابيع مضت وحتى يومنا هذا أماط فيها العدو الصهيوني القناع عن كامل وجهه البشع وكشف عن كل فنون وحشيته ونازيته وحقده الدفين وراح يمارس مجازره الإجرامية مستخدماً أحدث الأسلحة المدمرة والمحرمة دولياً ضد شعب أعزل محاصر في معادلة عسكرية غير متوازنة ندّد بها واستنكرها كل العالم وصبّت الشعوب جل لعناتها وغضبها على هذا العدو الإسرائيلي وقادته المجرمين جراء فعلتهم النكراء هذه. المكان :قطاع غزة الفلسطيني بدياره وأشجاره وبشره وحجره ومدارسه ومساجده وحدائقه وملاعبه ومستشفياته ومدنه وقراه وكل شيء فيه حتى الهواء في الفضاء والحيوانات والطيور والزهور وألعاب الأطفال... إلخ. حيث ظل هذا القطاع محاصراً بمن فيه من كل شيء حتى الحليب وحبة الاسبرين. محاصراً براً وبحراً وجواً من الأشقاء قبل الأعداء الصهاينة.. ثم ما لبث هذا المكان ان أًصبح بفعل الحصار أولاً والعدوان الإسرائيلي الهمجي وغير الأخلاقي وبكافة الأسلحة المتطورة ثانياً ما لبث أن أصبح مقبرة كبيرة للناس وكل الكائنات الحية وللحياة برمتها بشكل عام. الإنسان : «الغزاويون» الأبطال أطفالاً ونساء طلاباً وشباباً شيوخاً وعجزة...إلخ الذين وقفوا صفاً واحداً في خندق المقاومة والبطولة والاستبسال مجاهدين صابرين مؤمنين صادق الإيمان بالله وبالنصر على العدو وبالاستشهاد في سبيل الذود عن الأمة وكرامتها وأرضها وعرضها في ظل الصمت العربي المشين ومنذ اليوم الأول للعدوان وحتى الساعة وبعيداً عن الأحداث الرامية تلك وما رافقها من مؤامرات أوروبية وأمريكية وحتى عربية على المقاومة في غزة وعلى كل المواطنين فيها بسبب مواقفهم الصادرة في وجه العدوان جنباً إلى جنب مع المجاهدين الصامدين وقريباً من مؤتمر القمة المنعقد اليوم في الكويت تحت أي مسمى كان.. هل تكون الأنظمة العربية اليوم على قدر كبير من فهم اللعبة الصهيونية والأمريكية والأوروبية في ضرب ليس المقاومة في غزة فقط ولا حماس وبقية الفصائل المقاومة فحسب، ولكن الوطن العربي كله شعوباً وأنظمة وعقيدة وإرادة ومقاومة سواء الممانعين أو من وقفوا مع الرأي القائل بضرورة الحوار والمفاوضات تحت شماعة السلام المزعوم. وإننا اليوم في الكويت.. فهل ستبدو الانظمة العربية بمستوى المسئولية من حيث تلبية طموحات شعوبها وطموحات المقاومة التي كتبت سطور الانتصار بحبر الدماء الفلسطينية الغالية في غزة .. أم أن كل الأطفال الذين سقطوا شهداء أعزاء سيظلون قرابين يقدمها الشرفاء للاحتلال الصهيوني في ظل الصمت العربي الرسمي؟.. إن أنظارنا اليوم تتجه إلى الكويت ليسمع الشارع العربي الواحد الذي يدعو العدو إلى الانسحاب الكامل وفك الحصار عن غزة ويفتح جميع المعابر، وأملنا في مصر العروبة فتح معبر رفح فقد تعود إليها صورة التحدي وزعامة التحرر العربي.. فإن لم تكن هذه القمة كذلك فدعوا غزة وشأنها ودعوا المقاومة وشأنها فربما يبعث الله لها «تشافيز» آخر.. بل آخرين والله على نصرها لقدير.