مدينة تعز.. مدينة ذات كثافة سكانية كبيرة وفيها ميناء المخا الذي مثل في الماضي نافذة اليمن على العالم أجمع، وفيها المطار وفيها الكثير من مقومات الحياة التي تجعل هذه المدينة نابضة بالحياة لاتقل شأناً عن المدن اليمنية الكبيرة، لكن مثل هذه المقومات ظلت ومنذ سنوات طويلة محدودة الأداء وهو ما انعكس سلباً على النشاط التجاري والاقتصادي والثقافي والسياحي على هذه المدينة وأصبحت هذه المدينة تعاني من الركود والانزواء وعدم الظهور فيما يجب أن تكون عليه. فالميناء مثلاً عمله محدود للغاية ولا يستقبل إلا العدد القليل من البواخر الصغيرة التي تنقل إلينا المواشي وبعض المواد الأخرى، بينما أهمية هذا الميناء تتجاوز محافظة تعز إلى محافظات إب ولحج وبعض المحافظات الأخرى في خدماته فيما لو تم تطويره وتحسنت خدماته الملاحية، كذا الحال بالنسبة للمطار بالرغم من محدوديته إلا أنه كان يستقبل عدداً لا بأس به من الرحلات الجوية خصوصاً من البلدان القريبة منا وأصبح اليوم لا يستقبل إلا القليل من الرحلات الداخلية. إلا أن أمل أبناء هذه المحافظة عموماً والمدينة خصوصاً ظل قوياً من أن هذه المرافق الحيوية سوف تعود إليها روحها وزخمها من خلال الاهتمام بها وتطويرها بما يتلاءم مع ماتعيشه وتطمح إليه مدينة تعز من تطور ونمو اقتصادي وتجاري وسياحي، وما عزز ذلك الأمل هو انتخاب حمود الصوفي محافظاً لمحافظة تعز وهو من أبناء هذه المحافظة الذي رأى فيه أبناؤها القدرة على ترجمة مايطمحون إليه وهذا ما بدأت بشائره بزيارة الأخ رئيس الحكومة بمعية عدد من الوزراء لمدينة تعز قبل أيام ولقائه أعضاء المجلس المحلي الذي أكد أمامهم أن الحكومة عازمة على إعادة الروح إلى ميناء ومطار هذه المدينة من خلال تأهيلهما وتطويرهما وإعادة الحياة إليهما، كما أنه أشار إلى أن الحكومة عازمة على وضع حل لمشكلة المياه المزمنة في هذه المدينة من خلال بناء مشروع لتحلية المياه وكذا إشراك القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، وهذا الكلام الصادر عن رئيس الحكومة بالفعل قد جعل مواطن هذه المدينة خصوصاً والمحافظة عموماً يستبشر خيراً وأن مدينة تعز سوف يتغير حالها في مختلف مناحي الحياة والثقة هنا كبيرة في الإخوة رئيس وأعضاء المجلس المحلي من أنهم سوف يتابعون باهتمام ما وعد به رئيس الحكومة من إعادة تأهيل ميناء المخا ومطار تعز وكذا مشروع تحلية المياه، لأن المجلس المحلي هو خير من يمثلهم ويترجم همومهم ولأن الناس قد اختاروهم عن غيرهم لهذه الغاية. إننا نطمح أن نرى مدينة تعز مدينة جميلة ونظيفة وخالية من كل العيوب حتى نؤهلها لتكون العاصمة الثقافية لليمن.