من غير العادل أن نتنكر لهذا المنجز العظيم الذي تحقق في عهد باني اليمن الحديث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، ومن غير المقنع مبررات هؤلاء البشر الذين يحلمون أن يعود التاريخ إلى الوراء سنين وقد مشت عجلة الزمن تحت أقدامنا عهداً آمناً وإن كان الأمر يحتاج المزيد من الصبر والقوة.. لكن قوة العقل والروح وليس قوة الشر والسلاح.. لماذا لايشعر هؤلاء الشرذمة القليلون أن اليمن بحاجة إلى عقول نظيفة وقلوب مفعمة بالحب وأرواح شفافة خالية من الكراهية والتدمير واقتلاع جذور الطمأنينة من قلوب الناس؟! هل أدى هؤلاء واجبهم كاملاً نحو الوطن حتى لم يعد يفكروا إلا في انتزاع حقوق الآخرين بطرق غير مشروعة يستخدم فيها كل ما غيبته الوحدة واستنكرته الديمقراطية وحرص على إخفاء آثاره كثيرون ممن هم هنا وممن رحلوا ليكونوا جسراً مررنا عبره إلى ما نحن عليه اليوم؟! لم يقدم صانعو الوحدة القليل.. من حرص ولي الأمر على أداء واجبه.. والبشر الذين وقفوا خلفه يداً واحدة.. فكان أن أكمل هذا البنيان تمامه واستقر بداخله ساكنوه. فهل يعقل أن نسيّر السفينة ويُرفع الشراع.. ونتجاوز أعتى موجات الضياع ثم نلقي بمجاديفنا في عمق البحر ونخرق السفينة لنغرق أهلها ونمحو عن الماء آثارها ويموت الصغير فيها والكبير لأجل أحقاد وجدت طريقاً لها في قلوب البعض حتى إذا ما سقوها ماء الخيانة استشرت إلى باقي الجسد فأصبح لايتكلم أو يسمع أو يرى إلا شراً..! ألا يستحق صباح جميل على هذه الأرض أن نضحي لأجله ببناء عقولنا وأرواحنا وأطفالنا ونحتضن شروق الأمل فينا بأحضان الرضا.. نعم قد يشكو اقتصادنا ضعفاً كبيراً.. ويحتاج التعليم إلى اهتمام أكبر.. نعم قد نتطلع إلى غدٍ بلا ثأر ولا قات ولا آفات اجتماعية بائدة. نعم نريد يمناً تكنولوجياً.. لكن نريد قبل هذا وذاك يمناً آمناً مطمئناً واحداً لاشرق فيه ولاجنوب ولاغرب ولاشمال.. لِمَ لا يتأمل هؤلاء حال اليمن قبل سنوات من الآن..؟ لِمَ لايقبلون ذاكرة الأيام حول موائد التفرقة والنزاع والتشطير.. هل يرى هؤلاء اليمن كما نراه نحن؟! هل تتشبع صدورهم بنسائم الجبال.. وتتمرغ أنوفهم بتبر الأودية وتراب السهول.. هل تغسل رؤوسهم زخات الصيف.. ويلف أكتافهم هزيم الصقيع.. ويلبد سماء أعينهم ضباب المروج الخضر على صدر الوطن.. ما أجمل صنعاء وما أبهى عدن.. ما أروع حضرموت.. وما أرق سهول كتاب ومدرجات إب.. باقة بألوان خلابة.. يرحل الأجانب بحاراً وقفاراً لأجل أن يرونها ويسمونها متحفاً مفتوحاً بألوان الحضارات كلها.. ونحن نسعى لنجعل اليمن كهفاً مظلماً ينوء بثقل الجهل ورائحة الفقر.. وتعفنات الإثم والقهر والخطيئة.. ألا يعلم هؤلاء أن الخروج عن طاعة ولي الأمر ارتداد عن وحدة الدولة المسلمة وكسر لبنائها.. وشرخ على جدار الوطنية والشرعية؟!! وإذن فإذا كان التنكر للأمن.. وجحود المنجزات. واعتلال السرائر بالنكبات هو حال مخرجات التحزب الكاذب.. والوطنية الزائفة.. واستغلال رقعة الفكر لدى البسطاء فعلى هؤلاء السلام.. لا نحن منكم ولا أنتم.. هذا لسان حالنا وحال مقالنا وحدويون حتى النفس الأخير.. ولو استطعنا أن نصفق بقلوبنا لهذا الرجل القائد البارع الدقيق في سياساته وقراراته لفعلنا ذلك طويلاً.. ولكن نحن نصفق معه بالوقوف في صف الوحدة وبناء الوطن يداً بيد.. تاركين خلفنا ماضياً عاناه أجدادانا وعاصره آباؤنا حتى وصلنا نحن وأبناؤنا إلى الشاطىء الآخر.. رافعين راية الوحدة أعلى من هامات المتشدقين بالوطنية ولم يسكن الوطن قلوبهم.. وأنا أدعو كل من تسول له نفس شريرة أو يوسوس خلف أذنيه شيطان أن يجنح للسلم كما أمر الله ويتذكر أن طاعة ولي الأمر واجبة والخروج عن طاعته تخريب لجسد الدولة الواحدة ويعلم أن المؤمنين إخوة والصلح بينهم قد تم ووثّق وشهد عليه الله ثم الناس، وهذا الاختراق للوحدة لن يدعم أحداً إلا أعداءنا وحاسبي النقائص فينا والمتربصين بوطننا وديننا.. وبالمناسبة لماذا لايوجه هؤلاء طاقاتهم التخريبية إلى عالم من الطغاة الذين شنعوا بالانسانية وهدموا بيوت الله في الأرض هناك في محرقة الظلمة الذين عبدوا الظلم وصلوا للوحشية وسجدوا للعنف والاستبداد. ليدلهم أحد على طريق تل أبيب إن كانوا لايعرفونها.