أعمل ومجموعة من الزملاء والزميلات في برنامج (إدارة الحالة) الخاص بالأطفال المستضعفين والذي تتبنّاه منظمة اليونيسف بالشراكة مع مكتب الشئون الاجتماعية والعمل ممثّلاً بإدارة الحماية الاجتماعية، وهي الإدارة المشرفة بشكل مباشر على دور ومراكز الرعاية (...)
المتأمل في حال الأوطان العربية بعد الثورات العارمة التي عبرتها كموجة تسونامي مدمرة يرى أن أمراً خفياً يقف خلف تلك الثورات، وأن هذا الأمر لا يمكن قياسه عبر وصف وتحليل وبحث آني أو ممنهج وعبر ذاكرة إنسانية محدودة الأفق، وإنما يتطلب الأمر وجود قوة عظيمة (...)
استعرض أمام عيني الكثير من الأحداث التي مر بها الوطن خلال سنواته الخمس الأخيرة.. وحين كنت أقرأ وأشاهد واسمع كل تلك الأحداث بعين وأذن وإحساس المواطنة كنت أعجز عن فهم أسبابها وإن بدى بعضها واضحاً كنور الشمس عند الظهيرة.. ولا يتعلق الأمر طبعاً بقلة (...)
هذا الجيل لا يُشبه إلا نفسه, فهو كثير الاعجاب بمنجزاته مهما كان حجمها أو محتواها, وهو شديد التعصّب لفكرته مهما كانت نتائجها, يشبه تماماً تلك الإسفنجة التى تمتص كل ماحولها لكنها تبقى بحاجة ماسّة لمن يُفرغ محتواها لتستطيع امتصاص المزيد. جيل ربما (...)
حين يتأمل المرء منا حال الصغار في هذا الوطن يكتشف حجم الخلل والقصور الذي تعانيه هذه الشريحة منذ نعومة أظفارها وحتى تصبح تلك الأظفار مخالب حادة تقطع وتمزق وتفتك دون وعي. بكت إحدى الفتيات المهمشات ذات يوم بكاءً حاداً وهي تتحدث عن رغبتها في الالتحاق (...)
في رحلة توعوية فريدة من نوعها استهدفت فئة المهمشين في مديريات مختلفة من محافظة تعز رأيت مالم تره عيناي من قبل وأحسست بقيمة اجتماعية كبيرة لم أكن لأشعر بها لولا مسحة السخط على الذات التي يشعر بها هؤلاء المهمشون على أنفسهم.. فقد كان مشروعاً للتعليم (...)
ذبح البشر كما تذبح النعاج أم حرقهم أو تشويههم ليس من ديننا الإسلامي في شيء فديننا دعا إلى التآخي والتعايش واحترام العقائد ورغّب في اللين والرفق وحبب الينا التعاضد والتراحم ولهذا فإن تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف إعلامياً بداعش لا يمكن تأطيره ضمن (...)
تتابع ألوان الهم والوجع على أبناء هذا الشعب حتى تتعامل معهم السلطة وكأنهم مخلوقات ضد الخدش والبطش والتنكيل، وكأننا مفرغون من محتوانا الإنساني تماماً.
اليوم يحدث تداول لقضايا الوطن وتبادل لا عقلاني لمسببات ونتائج تلك القضايا بحيث يتم تهميش بعضها (...)
كنت قد تحدثت قبل اليوم عن مساوئ العشوائية في المجال العمراني، ووصلت بالموضوع إلى أن البناء العشوائي يخلق شخصية عشوائية يعاني المجتمع من ويلاتها دون أن يستطيع الاعتراف بوجودها، أو بوجود الأسباب المؤدية لها. لكن بعد استطلاع قمت به قريباً واستهدفت فيه (...)
من منّا لا يحب أن يبدأ يومه بذكر وتسبيح وحمد وتهليل؟! من منّا لا يحب أن يُثقل ميزانه بالخير من كل ما يمكن أن يكون خيراً، وينقّي قلبه من كل ما يمكن أن يكون شراً؟! لا تكتمل الحياة إلا بحصول هذا، لأن فيه إحياءً للسكينة والطمأنينة التي يذبل غرسها كلما (...)
اعتدت في حياتي اليومية وما يعكرها من مشاق أن أدفع بالتي هي أحسن، ودائماً ما تكون النتيجة مرضية وشافية لما يمكن أن يسكن النفس من وسخ الدنيا ودناءتها، وبفضل من الله فإن مساحة كبيرة من العفو والغفران تسكن نفسي التي تأبى أن تحمل الغل على أحد.
لكن (...)
غالباً ما نفقد القدرة على تحديد الأولويات في حياتنا لأسباب عديدة من أهمها التعصب وانعدام الموضوعية. وليس هذا هو الموضوع الذي نحن بصدده اليوم إنما هو نتيجة لطريقة التفكير المعتمدة على هكذا أسباب. ففي العديد من الدورات وورش العمل حول الحقوق والحريات (...)
ما أجمل أن يجتمع الفقر مع الرضا والتواضع مع الغنى؛ لأن في الحياة من الأضداد ما إذا اجتمع في النفس اجتمع في العقل أيضاً حتى يأتي سلوك الإنسان ليعزّزه ويؤكده، فيكون المتاح من المكارم أفضل من خفيها، وأي تلك الخصال أو المكارم يمكن إخفاؤها إذا سكنت قلب (...)
المتأمل للبضائع الاستهلاكية اليوم يكتشف أن بينها وبين بضائع الأمس فرقاً كبيراً جداً من حيث الخامة والمتانة وحتى السعر واللون والملمس والطعم أيضاً. أذكر أن والدي حفظه الله كان يتفنن في إطعامي بأنواع مختلفة من المواد الغذائية والفواكه التي كان من (...)
يُقال أن المرأة قارورة من الزجاج لا يمكن أن تجرح إلا عندما تنكسر ولعل في هذا القول نسبة كبيرة من الصحة لكن لا يخص الأمر المرأة وحدها، فالإنسان بشكل عام قد يتحول إلى أداة مؤذية في يد الآخرين كلما كان شرخهُ أكبر وكسرهُ أعظم. نعم فهؤلاء الشباب الذين (...)
بناء الأوطان لا يحتاج فقط لنوايا معقودة بالأمل وقلوب زاخرة بالحب، فالأصل في البناء فكرة ووسيلة حتى يصبح هذا البناء واقعاً لا محالة.
وكيف يمكن أن نبني وطناً نمر على تضاريسه كل يومٍ دون أن تتحرك فينا مشاعر الوطنية وأحاسيس الانتماء؟! كيف يحدث ذلك ونحن (...)
( لطائف)
مواقف الأحزاب السياسية من أزمات الوطن، تبقى مجرد محاولات قابلة للنجاح أو الفشل أمام قناعات شعبية كبيرة تناهض الوقوع في هاوية الاقتتال والعنف والتخريب، لكنها تقع في نفس الخطأ الذي تقع فيه أحزاب الوطن.. إنه التناقض بين الموقف والقرار، ففي (...)
تتسع دائرة الفقر بشكلٍ كبير كلما اتجهنا صوب قاعدة الهرم الخاص بالتعليم والذي يضم في قاعدته أشد الفئات فقراً وتهميشاً ومن هنا يكون الفقر والجهل حليف الكثيرين حين نتحدث عن التوصيف الديموجرافي والفكري لمجتمعنا المحلي ذي التركيبة الاقتصادية الهشة (...)
لم نكن نتمنى، بأي حال من الأحوال، أن يصل الموقف بين الفرقاء السياسيين في الوطن إلى ما وصل إليه المستوى الأيديولوجي لهياكلهم التنظيمية والحزبية، حتى وإن وقف بعضهم أمام بعض موقف الخصم والحكم في آن واحد، فتغيير الحقائق أو حتى تعديلها لا يحدث بتلك (...)
ما من شيء يقرب الإنسان من حب الخير والسكينة واللين وحسن الخلق مثل القرب من الله، ففي مناجاته آمن، وفي الصلاة بين يديه شرف، وفي اللجوء إلى حضرة جنابه رفعة، وفي التواضع إلى مقامه سمو، فمن يستطيع أن يؤذيك والله رفيقك؟ ومن يستطيع أن يظلمك والله وكيلك؟ (...)
يُقال إن التغيير والتجديد سُنة من سُنن هذا الكون العظيم الذي فطرهُ الله على أحسن صيغة. لكن البعض لا يؤمن بأن كل شيء في الحياة قابل للتغيير والتجديد كما أنه ربما جهل أن هذا التغيير والتبديل سبب للاستمرار والبقاء إلى أن يأذن الله.
وإذا كان التغيير في (...)
( لطائف)
في السياسة لا وجود للمنهجية، فما يمكن أن يكون اليوم لصالح الجغرافيا يمكن أن يكون غداً لصالح التاريخ أو الفيزياء أو العلوم الاجتماعية. وفي السياسة، أيضاً، لا تنظير ولا قواعد، فكل نظرياتها لا تعدو عن كونها احتمالات أو فرضيات قابلة للنقد (...)
( لطائف)
ما أكثر الأسباب التي يركن إلى وهنها الإنسان وهي اضعف من أن تكون حجة مسندة. إنما قد شاءت الفطرة أن يكون الإنسان بهذا الضعف الذي يتوجب الحيطة ويستلزم الحذر حتى مما هو أضعف منه شأناً وأقل منه قدراً، لكن في وقتنا الحاضر، وتحديداً في أحداث الوطن (...)
في كل مساحة نظام لا بد أن يبقى حيز من الفراغ لبعض الفوضى، وفي كل مساحة فوضى كذلك لا بد أن يبقى حيز من الفراغ لبعض النظام.
وهكذا فإن كل حركة مساحة سكون، وهذه المساحة من الفوضى أو السكون تشبه تماماً ذلك الشريط المصوّر بحركة بطيئة قادرة على إظهار (...)
تعمل منظمات دولية عديدة على إيجاد حلول وبدائل مختلفة لمشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة تكاد تشكّل حلقة متماسكة ذات أطر إنسانية مختلفة, لكنها في نهاية المطاف تحقق أهدافاً لابأس بها في مجال الإصلاحات ذات المدى البعيد والقريب على حدٍ سواء.
ولعل (...)