ذبح البشر كما تذبح النعاج أم حرقهم أو تشويههم ليس من ديننا الإسلامي في شيء فديننا دعا إلى التآخي والتعايش واحترام العقائد ورغّب في اللين والرفق وحبب الينا التعاضد والتراحم ولهذا فإن تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف إعلامياً بداعش لا يمكن تأطيره ضمن الدعوات الإنسانية للقوامة الإسلامية بل هو تنظيم متطرف شرس ينسف قيم الإسلام تباعاً يوماً بعد يوم عبر تلك الجرائم الإرهابية التي يرتكبها في العالم يومياً هذه المسميات العملاقة التي يختفي خلفها أعداء الدين واعداء الإنسانية لا يقصد منها إلا تلطيخ الصورة الحقيقية للدين واظهاره كعقيدة قاصرة تربي أبناءها على هتك الاعراض وسفك الدماء وسلب الحقوق وبالطبع هذا ما شجع ويشجع دعاة السلام في أنحاء العالم على التعامل مع كل أبناء الإسلام المخلصين في كل الأوطان العربية وكأنهم دواب تائهة أو حشرات متطفلة تتغذى على العنف وتنمو على البطش وإن لم يكن لدعاة السلام هؤلاء أدنى فكرة عن السلام الحقيقي الذي جاء به الإسلام. إن ما قام به داعش مؤخراً مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة اشعل نيران الحقد على هذا التنظيم ليس الأردنيين فقط وإنما في العالم العربي والأجنبي أيضاً لما لتلك الآلية في القتل على دلالة واضحة في الميل للعنف والتفريط في المبادئ الإنسانية وزلزلة القيم الفضلى التي تقوم عليها كل الديانات السماوية. الإسلام دين شفافية وصدق دين التزام ووفاء دين احترام للبشرية التي فطرها الله على الأمانة والإحسان والإتقان والعدل. والإسلام دين الطهارة والنقاء والحب والإيثار دين الجزء الذي لا ينفصل عن الكل والكل الذي لا يمكن ان تجزأه اي قوة في العالم. فهل مانراه اليوم هو الإسلام هل ما نشاهده اليوم من نحر البشركالنعاج هو أحياء للسنن وتأكيد على فضل الفرائض ؟ هل ما يحدث اليوم من عنف هو تأسيس لقيام دولة إسلامية ؟! في الحقيقة قد يكون من الجيد الاعتراف ان الأمة الإسلامية فرطت في ماضٍ اثير وانشغلت بالباطل عن الحق وتهاونت في نصرة الكثير من المظلومين سواءً من شعوبها المطحونة أو شعوب أخرى مسلمة طحنتها رحى البغي كما يحدث في فلسطين مثلاً مثل هذا حدث ولازال يحدث كل يوم لكن هل يمكن اعتبار هذا مبرراً لاستخدام القوة في تحقيق حلم الدولة التي يريدها هؤلاء ؟! ماذا لو ان هؤلاء انفقوا ما جمعوه من أموال لإعانة الفقراء ومساندة الضعفاء في أنحاء العالم ؟! ماذا لو أنهم فقط تبنوا قيمة واحدة من قيمنا الإسلامية لتكون سلوكاً قابلاً للاقتداء ؟! من أين أتى هؤلاء ومن يغذيهم بهذه العدة وذلك العتاد والقوة ومن اين يستقي هؤلاء مبادءهم . من رباهم ؟! من علمهم الغلو وقسوة القلب وغياب الضمير .