( لطائف) ما أكثر الأسباب التي يركن إلى وهنها الإنسان وهي اضعف من أن تكون حجة مسندة. إنما قد شاءت الفطرة أن يكون الإنسان بهذا الضعف الذي يتوجب الحيطة ويستلزم الحذر حتى مما هو أضعف منه شأناً وأقل منه قدراً، لكن في وقتنا الحاضر، وتحديداً في أحداث الوطن الأخيرة، قد ينطبق علينا قول القائل: "عذر أقبح من ذنب".. فإصلاح الإعوجاج لا يكون بالكسر، وترقيع الممزق لا يكون بالقطع، والحاجة إلى الكمال عنوان الطامحين لمنجزي الأعمال. فالفوضى ليست حلاً لإحداث الطمأنينة والسكون، والقتل والترهيب والعنف ليست حلاً لإحقاق مبدأ السلام، والاعتماد على جاهزية القرار الفردي ليست آلية صحيحة لتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية. ولعل الأمر بما يستطاع قد يكون سبباً لتحقيق الطاعة بدلاً من التمرد الذي يخلقه الجبان حين يرتدي قناع الشجاعة. فهل ترون في تلك "الصرخة" سبباً لإحداث العدل والأمان مثلاً؟!!.. وهل ترون في صمت (الحكومة) حلاً لاستثمار الفرصة أو تبديد الوقت بكل ما يحمله من خيارات بديلة كمثال آخر؟!!.. القتل ليس حجة لإحياء الروح، والحرب ليست وسيلة لإحلال السلام، لهذا لا يقبل العقلاء في الوطن كل تلك المواقف الفردية أو الجمعية ذات الخلفية العرقية أو الأيديولوجية التي تشبه في قوامها المنهجي أيديولوجية الغرب اللعين في نسخته الأمريكية الحديثة. ما من سبب وجيه نقبله أو يقبله الشعب حين يتعلم الكبار درس التفاوض على الطريقة اليهودية وعلى حساب الشعب، وما أكثر الأسباب التي يعلقها السياسيون على شماعة الشعب حين تعجز إرادتهم وتقف حميرهم في عقبة التسويات السياسية! لابد من وقفات وقرارات وتضحيات، نعم لا بد من ذلك حتى يتحقق العدل ويسود مبدأ الإنسانية ويكون الميزان هو الحق لا الباطل، ولو في أبسط صوره، لكن على أساس أن لا يكون الضحية هو الشعب في كل مرة تثور فيها إرادة البشر كقرار جماعي يبتكر الحرية ويخترع الديموقراطية من البداية وبدون وصاية سياسية. لا أسباب مقبولة لما يفتعله المتمردون على النظام أو أولئك المتمردون على الإنسانية، فما نعرفه أن العدل هو الآلية الوحيدة لنجاح الحكم ولا شيء سوى العدل المصطنع يقوّض أمن الدول وبقاءها.. * المنتصف