كان العرب القدماء يصفون الرجل التافه الذي يعطي لنفسه حجماً أكبر منه، ويدعي الوصاية على الآخرين ب«الرويبضة»، وهناك حديث للرسول الكريم يخبر فيه أصحابه عن آخر الزمان الذي تكثر فيه الفتن ويُصدّق فيه الكاذب ويُكذّب فيه الصادق، وينطق فيه «الرويبضة»!! واختلف علماء اللغة في أصل «الرويبضة».. وهل هي دابة الجعلان أو نوع مجهول من الحشرات. ولأننا - أبناء تعز - نعيش في آخر الزمان، لم نستغرب أن يطل علينا الشيخ الفهامة والرفيق المناضل والكاتب العملاق سلطان السامعي بتصريحه الأخير الذي تساءل فيه مستنكراً عن سبب زيارة فخامة رئيس الجمهورية لمحافظة تعز، وكأن هذه المحافظة سلطنة تابعة للشيخ السامعي، وليست جزءاً من اليمن الموحد الذي يرأسه علي عبدالله صالح بانتخابات حرة مباشرة، صوَّت له فيها أبناء تعز بأكثر من 80% من نسبة الأصوات!! من حق الشيخ سلطان أن يبحث له عن دور ويصطنع له وجاهة، كما من حقه أن يسعى للشهرة.. ولكن ليس على حساب الشرفاء من أبناء تعز.. والإساءة لهذه المحافظة التي ولد من رحمها ساسة اليمن ومثقفوها وظهرت منها الأحزاب على اختلافها! وياليت الأخ (الرفيق) والشيخ (الصفيق) سلطان السامعي يتحدث بلسان حاله لهانت المصيبة، ولكنه منذ نعومة أظفاره ينطق نيابة عن غيره، ويرهن نفسه بوقاً لمن يضمن له الذيوع والاشتهار. ولربما يتذكر القراء صحيفة (الحدث) التي كان (يحدث) فيها دعاة الانفصال بقاذوراتهم.. وليس له فيها غير الاسم، وشهرة الأعرابي الذي بال في زمزم !! كما أن انضمامه الأخير للاشتراكي، جاء بعدما عرض نفسه غير مرة على المؤتمر ليترشح باسمه في أية دائرة وقوبل طلبه بالتجاهل بالنظر لمواقفه المفعمة بالتناقض والانفصام!! وعندما سمع قبل عامين عن تكتل لمشائخ الصحراء تموله دولة مغاربية شقيقة سعى لتنصيب نفسه شيخاً لمشائخ قبيلة (مدري أيش) في تعز.. ونسي أفكاره التحررية وطروحاته العلمانية!! وهكذا يعرض نفسه على كل من هبّ ودب.. ينتقل من حزب إلى حزب، ومن (كتلي) إلى تكتل.. حتى حط رحاله مؤخراً تابعاً لشيخ ملتقى التشاور.. الذي يمد يده لدعاة الانفصال لينصبوه زعيماً، ويغض الطرف عن بذاءات وإساءات أمثال العطاس والنقيب..... و...و.. وهم يوجهونها لوالده شيخ اليمن وحكيمها الراحل. ماذا يريد (سلطان)؟! عندما يرتضي لنفسه بالتبعية، أم أنه صدق أن شيخه الأكبر سيتحول إلى غاندي جديد!! ارحم نفسك يا سلطان.. وتأكد أنك ستظل في نظر (صاحبك) تابعاً ذليلاً.. وإذا شئت البرهان، عد بذاكرتك إلى الحملة الانتخابية في مدينة تعز لمرشح شيخكم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عندما حجز (الشيخ) لنفسه جناحاً فخماً في أفضل وأكبر فنادق المدينة.. وحجز لرئيسه (المرشح) في فندق أدنى درجة وأقل كلفة!! ربما ليعلمه الزهد والتواضع ! اربأ بنفسك (يا سلطان) عن هذه الإساءات ولا تحوجنا مرة أخرى للنزول إلى مستواك في الإسفاف والانحطاط، مالم فستتحول إلى (بوق) ينادي عليه أصحاب الفتنة: يادعاة الانفصال.. وبائعي الأوطان، ولاعقي فتات القصور.. إن أردتم الإساءة لشعب اليمن.. ووحدته.. استعينوا بسلطان !