خرج الكثير من أبناء محافظة الضالع في مسيرة حاشدة يهتفون باسم الوحدة وكانوا بذلك لسان حال كل اليمنيين المحبين للوحدة، غير أن هذا الأمر لم يرق لأولئك الذين يخرجون في مظاهرات سيئة المسعى والقصد. لقد استفزهم الأمر حسب ماقال أحدهم لوسائل الاعلام والسؤال المهم هو: لماذا استفزهم الأمر وجعلهم يلجأون للفوضى والتصادم مع مسيرة الوحدة؟ بالطبع لأنهم اكتشفوا وهم يعلمون هذا من قبل أن أنصار ومحبي الوحدة كثيرون ويشكلون الغالبية العظمى من أبناء الضالع وغيرها من المحافظات، لقد جعلتهم تظاهرة أبناء الضالع يدركون حجمهم الطبيعي ونسفت كل الوهم الذي أرادوا تثبيته أنهم أصبحوا غالبية أو أكثرية وفي ذات الوقت لم يكن في حسبانهم أن الوحدويين في الضالع وغيرها سيخرجون عن صمتهم الحكيم ليقولوا كفاية، نحن هنا ولن يستمر صمتنا كثيراً ولن نقبل بما تقومون به وما تريدون أن تسوقوا له من دعوات وأفكار. المفارقة العجيبة في ماحدث أنه وفي الوقت الذي يطالب فيه أصحاب المظاهرات المناوئة للوحدة بحرية التظاهر وحرية التخريب والفوضى وحرية رفع الشعارات المعادية للأرض والانسان نجدهم في ذات الوقت يقولون في معرض ردهم على ماحدث إن شعارات المؤيدين للوحدة كانت مستفزة لهم. لاحظوا كانت مستفزة ولم يكن في تلك الشعارات سوى التأييد للوحدة وللأمن والاستقرار في البلد لكنهم ضاقوا بها ذرعاً وخرجوا يقطعون الطرقات ويشعلون الاطارات ويهاجمون المتظاهرين لصالح الوحدة وفي ذات الوقت يطالبون بأن يُتركوا هم يفعلون ما بدا لهم ويرفعون ما بدا لهم من الشعارات ويعيثون في الأرض فساداً ويريدون السلطات والناس جميعاً أن يقابلوا كل ذلك بالورود والرياحين والتحايا العاطرة. مفارقات عجيبة أن تخرج المظاهرات المعادية للبلد ووحدته وأمنه تحت مطالب الحرية وهي مظاهرات مسلحة وانظروا ما الذي يُعرض على شاشات التلفزة عن هذه المظاهرات التي يطالب أصحابها بالحرية التامة وقد ذهبوا إلى المطالبة بالانفصال ويريدون أن لايعترض طريقهم أحد، بينما هم فكروا وقرروا من أول وهلة اعتراض طريق المظاهرة التي لاصحابها رأي آخر وحدث ماحدث من اشتباكات. وفي كل الأحوال فإن ماحدث يكشف المزيد من الحقائق عن أولئك الناس الذين يسمون أنفسهم بالحراك ويطالبون غيرهم بأن يصدقهم أو يؤيدهم في كل مايقولون ويفعلون وقد قالوها صراحة إنهم يسعون لشق عصا الناس في هذا البلد ويخرجون في مظاهرات مسلحة كل مرة وهو أمر ضد كل القوانين والدساتير في الشرق والغرب، وفي هذا الوضع وكل وضع فإن الدولة هي المسئولة عن حماية الأمن والاستقرار في كل أرجاء البلد فماذا عليها عندما يخرج من يخرج في تظاهرة وهو يحمل على كاهله أنواعاً من الأسلحة؟. لم تعد تلك المظاهرات سلميّة ولامجال للحديث عن تدخل أجهزة الأمن لأن تدخلها أصبح واجباً لحماية أمن الناس وسوف تحسب مُقصرة إن لم تتدخل لحفظ الأمن والسكينة العامة عندما تجوب المظاهرات المسلحة المدن والقرى ثم يقولون تحركات سلمية، هذا الأمر فيه مغالطة كبيرة وخطيرة للغاية والأخطر أن يسمح بهذا الوضع أن يصبح اعتيادياً نتيجة التقادم وسوف تكون النتائج أشد خطراً في المستقبل لو بقي الحال على ماهو عليه.