لم يعد الإعلام العربي والفلسطيني في المقدمة يذكر المعتقلين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن عشرة آلاف معتقل في سجون الاحتلال الصهيوني، بات الجميع الآن يتحدث عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الفلسطينية؟!. للعام الثالث على التوالي والقضية الفلسطينية يعاد تفكيكها وتركيبها من جديد، بطريقة أخرى وبعيدة كل البعد عن شرف القضية وشرف البندقية. والنشيد الفلسطيني: «طالع لك يا عدوّي، طالع من كل بيت وحارة وشارع» لم يعد يعني العدو الاسرائيلي، بل الشقيق الفلسطيني، ورفيق النضال والبندقية!!. القضية الفلسطينية الآن بعد التحسين والمسخ تتحدد بالصراع الفتحاوي، الحمساوي، صراع غزةورام الله، هنية وفياض.. مشعل وعباس.. فلسطين ونفسها!!. ولكن الصدفة لا مكان لها هنا، ما يحدث هو عملية مسخ وتدمير وإفساد منظم وموجّه للقضية الأولى وللمشروع النضالي العادل. أسرى فتح لدى حماس.. وأسرى حماس لدى فتح، معتقلو حكومة غزة في رام الله.. ومعتقلو حكومة رام الله في غزة، هذه هي القضية الفلسطينية الأولى الآن، بكل بساطة وخزي «..». أمريكا أوفدت ميتشيل لتنشيط عملية السلام مع اسرائيل، وليس لدى العرب موفد واحد لتنشيط السلام الفتحاوي الحمساوي، من أين لنا ب «ميتشيل» عربي؟!. الوساطة المصرية المثابرة تصطدم بتصلب الفرقاء الفلسطينيين، فماذا يريدون أكثر من مصر والوسيط المصري؟!. لماذا حماس تتصرف وكأنها دولة داخل الدولة، ولماذا فتح تتعامل مع حماس وكأنها ليست صاحبة الأغلبية البرلمانية التي صوت لها الناخب الفلسطيني؟!. ولماذا فقد المناضلون والمجاهدون شهيتهم للدولة الأم، واكتفوا بدويلات قزمة لا وجود لها على الخارطة؟!!.