من نافل القول ان شهر رمضان المبارك من أفضل شهور السنة والذي خصنا الله به من بين سائر الأمم وهو شهر الرحمة والمغفرة والبر والإحسان والعطف والتسامح والعمل الصالح والنشاط ونقضيه كفترة اختبار لنا على التحمل والصبر على المشقة والصعاب فالصبر لايتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم.. الحاصل ان شهر رمضان ليس فترة للراحة والخلود للنوم والكسل والقعود في البيت.. بل الصيام والعمل كل في حدود مسئولياته لتخفيف معاناة الصائمين والرفق بهم وتصريف شئونهم وأخص المسئولين هنا الذين يتغيبون عن أعمالهم طوال الشهر الفضيل كما هو واضح في كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنهم الوزراء والمحافظون والوكلاء وأعضاء المجالس المحلية ومدراء عموم مكاتب فروع الوزارات وغيرهم من الذين يتركون مقرات عملهم ويقعدون في منازلهم في ظل تصاعد صرخات الناس الذين يذهبون إلى كثير من المرافق الحكومية ويعودون غاضبين لعدم وجود هذا المسئول أو ذاك ممن ينتظرون معاملاتهم وقضاياهم وبعضها أمور بسيطة يتعرض أصحابها لمعاناة التردد اليومي لمجرد تعميد أو ختم ثم يفاجؤون ان المدير لايوجد في مكتبه وهنا تغيب الرحمة وضمير المسئول في أغلى شهور السنة. واللافت للنظر انه رغم قرار وتوجيهات رئيس الوزراء باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق شاغلي الوظائف العامة المتغيبين بدون عذر أو إذن رسمي عن أعمالهم إلا أن ذلك القرار الذي أذيع في التلفاز والإذاعة ونشر في الصحف لم يحدث أي تقدم أو يحرك ساكناً في معظم المسئولين ، وأنا أكرر المسئولين وليس الموظفين الصغار كونهم يقتدون بمرؤوسيهم.. هناك تقاعس وغياب منذ إطلالة الشهر الكريم وتوجيهات الحكومة لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ. وحقيقة إنني أقيس هذا الركود والغياب عن العمل في الدوام الرسمي للمسئولين من خلال المشهد الذي أراه أمامي في محافظة أبين التي خلت معظم الإدارات والمكاتب فيها من المسئولين حيث اتضح ان بعضهم أخذوا إجازات وآخرين خلدوا للنوم في ديارهم ، ولك الله أيها المواطن المغلوب الذي تطحنك المعاناة والتجاهل ومرارة الإنهاك متردداً على إدارات خاوية على عروشها لاتجد من يلتفت إلى معاملتك أو قضيتك. وهناك لاشك العديد من النماذج المشابهة في بقية المحافظات، فهل من إجراء حازم لمثل هذه الممارسات؟