يؤكد مسئولون في الخدمة المدنية ومكاتب تنفيذية أن تخلف الموظفين ومدراء عموم عن الدوام الرسمي وعدم الانضباط في أعمالهم سيخضعهم للعقاب وفقاً للقانون كون تخلفهم ذلك انعكس سلباً على أداء جهات حكومية عديدة. هل معنى رمضان أن يكثر فيه غياب الموظفين والأكثر غياب مدراء العموم ممن لا نجدهم على كراسيهم.؟ هل وهل وهل وكيف هو التزام الموظف في الدوائر الحكومية في محافظة تعز وكيف هو مدى الالتزام بالأداء الوظيفي؟ كل تلك الاسئلة وغيرها طرحناها على عدد من مدراء عموم المكاتب بالمحافظة وآخرين لم نتمكن من ايجادهم لعدم حضورهم في اوقات الدوام الرسمي أثناء النزول في عمل هذا الاستطلاع فإلى التفاصيل.. حملة تفتيشية عبدالسلام الحزمي مدير عام مكتب الخدمة المدنية والتأمينات قال: بالنسبة للانضباط الوظيفي والالتزام احب ان اوضح اننا نقوم بحملة تفتيشية بدأناها مع بداية اول يوم من رمضان تنفيذا لتوجيهات مجلس الوزراء وقيادة وزارة الخدمة المدنية بالمحافظة وحقيقة إن المحافظ الأستاذ حمود خالد الصوفي يقوم بالنزول الميداني المفاجئ والمستمر للدوائر الحكومية للوقوف على مدى الالتزام بالدوام الرسمي . وبالنسبة للحضور والغياب فإن ذلك يختلف من يوم لآخر من حيث النسبة فكان الغياب في اول يوم من رمضان 14 % وكانت نسبة كبيرة من القيادات متغيبة وأما عن اليوم الثاني فقد ارتفعت النسبة إلى 15 % والملاحظ أن عدداً كبيراً من مدراء العموم لا يحضرون الساعات الاولى من الدوام في رمضان لتتناقص نسبة الغياب في الأيام الأخرى ولكن بقيت المشكلة في القيادات الادارية التي لا تغيب اليوم الكامل وانما تتأخر في الحضور هذا ما خلصنا إليه بعد النزول الميداني الذي يقوم به مكتب الخدمة المدنية والذي يبدأ منذ الساعه العاشرة ويتم مع رفع الحوافظ الساعة العاشرة والنصف . واكد الحزمي في سياق حديثه أن القيادات الإدارية تغيب بشكل ملحوظ وكبير فمثلا في يوم 5 رمضان كان نسبة غياب القيادات الإدارية تتجاوز ال50 % وقال: اتمنى من القيادات الادارية في المحافظة ان تنهج نهجاً صحيحاً وان تكون قدوة للموظفين كما هو حال الاخ الاستاذ حمود خالد الصوفي محافظ المحافظة الذي يعتبر قدوة يحتذى به بالنسبة للدوام . لا يوجد قصور في أداء المهام وعن التزام الموظفين في اداء مهامهم قال الحزمي: بالنسبة لاداء المهام الوظيفية بشكل عام اعتقد انه لا يوجد قصور فالمشكلة تكمن في الحضور والغياب وعدم الالتزام بالدوام الرسمي اما الموظف عندما يكون في مكتبه لا بد أن يؤدي مهامه على اكمل وجه خصوصا في رمضان وباختصار فإن الموظفين العاديين والذين يشغلون الوظائف الصغرى هم اكثر التزاماً بالدوام واداء لمهامهم من المدراء. وفيما يخص الإجراءات المتخذة ضد المتغيبين قال الحزمي: بالنسبة للموظفين العاديين يتم الخصم عليهم عبر إدارات أو اقسام شئون الموظفين أما مدراء العموم فإن مكتب الخدمة يرفع بأمرهم للأخ المحافظ وهو من يقوم بالتوجيه , ويوجد الآن توجيهات من المحافظ لاعداد رسائل وانذارات وخطابات لمدراء العموم الذين هم متقاعصون في الدوام. وعن موقف المحافظ من تغيب بعض قيادات السلطة المحلية قال: المحافظ يولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً وشخصياً حيث قام بزيارة ميدانية مفاجئة ووجه بتوقيف بعض الادارات واتخاذ الاجراءات القانونية وفقاً للائحة والقانون. مكتب التربية والتعليم غياب واضح في الايام الاولى من جانبه تحدث الدكتور مهدي عبدالسلام مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة حول الموضوع بالقول: الانضباط الوظيفي لمكتب التربية والتعليم في شهر رمضان جيد بشكل عام رغم انه في الايام الاولى من الشهر كان هناك غياب واضح وملحوظ جدا ولكن نتيجة الاجراءت التي تم اتخاذها من قبلنا على ضوء توجيهات الاخ المحافظ ووزارة التربية والتعليم بناء على توجيهات وزارة الخدمة المدنية تم اجراء انذار وخصم على الموظفين الغياب ليقل بعدها عدد المتغيبين تدريجياً حتى صار الكل ملتزماً بعمله ودوامه. وعن تحديد نسبة الانضباط الوظيفي لا يمكن تحديد نسبة معينة ولقد لمسنا خلال الفترة الماضية تراجع المتغييبن ومن لا يستطيعون الحضور ومباشرة اعمالهم ويتوقعون تعرضهم للجزاء والمحاسبة يتقدم بطلب اجازة ويتم منحه بناء على القانون. وعن الالتزام في انجاز العمل اتفق الدكتور مهدي مع مدير مكتب الخدمة المدنية انه بمجرد حضور الموظف للمكتب فإنه يلتزم بأداء واجباته الوظيفية ومن لا يلتزم فإننا قمنا بعمل آلية بالتعقيب من قبل الرقابة والتفتيش على المكاتب في اثناء ساعات الدوام ومحاسبة كل مدراء الادارات والشعب الذين لا يتواجدون في مكاتبهم. وعن نسبة الغياب بين المدراء والموظفين اختلف الدكتور مهدي مع رأي الحزمي مدير مكتب الخدمة المدنية وقال: نظرا لكثرة الموظفين فانهم يشكلون النسبة الكبيرة في الغياب . البريد جهة خدمية توجب التزام الموظف الاستاذ محمد مطهر نجيم مدير الهيئة العامة للبريد بمحافظة تعز قال: الانضباط الوظيفي بالنسبة لمكاتب بريد محافظة تعز سواء على مستوى المحافظة او المكاتب الموجودة في المديريات والتجمعات السكانية فان الانضباط يشكل ما نسبته 90 95 % خلال شهر رمضان المبارك وهذا الانضباط يأتي خدمة للمجتمع من خلال تقديم الخدمات والدوام في الفترتين الصباحية من الساعه 11 إلى 3 مساء بما في ذلك الخميس وهناك ايضا دوام مناوبة بالنسبة للمكتب الرئيس من بعد 3 والنصف إلى 5 ونصف لتقدم كافة الخدمات للمضطرين سواء كانت المعاشات او غيرها من الخدمات التي تقدمها الهيئة العامة للبريد اضافة إلى دوام المكاتب في محافظة تعز (المدينة) من الساعه 8 والنصف وحتى ال12 والنصف بعد منتصف الليل واحب ان اؤكد انه لو وجد أي خلل او تاخير في مكتب من المكاتب تصلنا الشكاوى ونقوم بضبطها مباشرة سواء كانت تاخيراً او غيره ويتم اتخاذ الاجراءات القانونية ضد كل من لا يلتزم بعمله لاننا جهة خدمية لا تسطيع ان تتخلف أو تتأخر عن الدوام سواء في رمضان او غيره. كادر احتياطي وتحدث نجيم عن التزام الموظفين بالقول: جميع الموظفين ملتزمون باعمالهم ومهامهم ومن تغيب يتم اتخاذ الاجراءات الصارمة ضده سواء كان الخصم من الراتب او التوقيف عن العمل ولدينا كادر احتياطي يقوم بالتغطية في حالة وجود ازدحام او غيره . وهناك مركز خدمات الزبائن في الهيئة العامة للبريد في صنعاء رقمها 08008008 وهذا الهاتف مجاني وبالتالي اصبح لدى المواطنين هذا الرقم واي خلل سواء كان في تاخير او خلل في الاجراءات او تكاسل من رؤساء المكاتب الفرعية يقومون بالتواصل سواء عبر مركز خدمة الزبائن بالهيئة او عبر الادارات المختصة واتخاذ الاجراءات اللازمة وفقا للقانون. وقال نجيم: تصلنا شكاوى عدة بخصوص بعض الموظفين وعندما نحيلها للتحقيق والاجراءات القانونية يتضح ان بعضها كيدية وبعضها صحيحة وما كان منه صحيح يتم اتخاذ الاجراءات الصارمة وتوقيفه او نقله لعمل آخر وفي بعض الاوقات الاستغناء عن خدماته. عبالناصر محمد مواطن التقيناه في إحدى الجهات الحكومية وطرحنا عليه سؤالاً حول كيف تجري معاملته؟ فرد علينا بلغة الصائم الضجر قائلاً شوف يا أخي رمضان شهر نوم هكذا يبدو الحال بالنسبة لكثير من المدراء أو على الاقل بعضهم فمعاملتي التي قد لا تحتاج إلى وقت طويل كالذي أخذته لم تنته بعد وما زلت ابحث عن توقيعة أحد المدراء وإن وجد وحضر للدوام يغيب المسئول الاخر ليمر يوم بعد يوم ومعاملات المواطنين لا تنجز. كيف اعثر على المدير ويضم هشام يحيى العديني صوته مؤيداً ما قيل في الاسطر السابقة ليضيف بالقول: في حقيقة الأمر إن المعاملات في رمضان أصعب بكثير من أيام الفطر كون العثور على الموظفين وبالاخص المدراء جداً حالة مستعصية وتتطلب «ليلة القدر» كي تجد الكل على كرسيه يداوم وبالطبع أن مفهوم رمضان ارتبط لدى الكثيرين بالكسل والنوم الامر الذي انعكس سلباً على الأداء في جهات حكومية كثيرة تكثر فيها حالات الغياب لموظفيها. وقت الدوام قصير الاخ بسام حمود أمين له رأيه فيقول: بصراحة إن وقت الدوام في رمضان قصير جداً وباعتقادي أن ضيق الوقت يؤدي إلى تراكم وتأخير في انجاز المعاملات وليس معنى قولي ذلك أن الموظف ملتزم تماماً اثناء نهار رمضان أو أنه غير ملتزم تماماً ولا أبرر أبداً تأخير معاملات الناس. وانما الذي قصدته أن كثرة الغياب وتقليل ساعات الدوام كلها مجتمعة اثرت سلباً على مدى الانجاز. المطلوب إجراء رادع ويزيد المواطن جعفر رفيق الحداد قائلاً: أن تصحو في نهار رمضان أمر مرهق بالنسبة لي فكيف هو الحال إذا صحوت في وقت مبكر لعلي أنهي معاملتي التي لها من الايام الاولى في رمضان ونحن الآن في الخواتم ولم تنته. صرت أصل قبل الموظفين روأضيف توقيعاً إلى معاملتي وثلاثة ايام لا أجد ضالتي أقصد «المسئول» الذي ابحث عنه وصرت أشبه بمن يلعب اللعبة الشعبية التي كلنا نعرفها «الاستغماية» والمسئول إن جاء فهي زيارة سريعة تكون قبل دقائق من انتهاء الدوام او الدقائق الاولى من الدوام. صرت استغرب كيف هي الامور تسير في كثير من الدوائر الحكومية التي تكون خالية دواوينها في رمضان فماذا إذاً لا تغلق تلك الجهات أبوابها معلنة رمضان إجازة او تحاسب كل من يتغيب وتتخذ إجراء رادعاً من شأنه أن يضع حداً لهذا التسيب الاداري. وباعتقادي أن ما نسمع عنه من اجراءات تتخذ واقساط بحق الموظفين جانب مهم في حقيقة الأمر فإذا كان الموظف لن يجرؤ على الغياب وما الملاحظ من خلال متابعتي لمعاملتي أن هناك تغيباً مستمراً لعدد من المدراء الذين يصرون على الغياب وبالتاكيد أن الاجراءات العقابية لن تطولهم أو انهم غير مهتمين بهذه الاجراءات والذي يلزم اتخاذ اجراء اقوى بحقهم لإلزامهم بالحضور وانجاز معاملات الناس وبالتأكيد بأنه على الارجح أن المدير هو أكثر من يحتاج إليه المواطن كي تنتهي معاملته فمن دونه لا يمكن أن تستمر بالمعاملة التي تتوقف إلى حين مجيء المدير المسئول بعكس الموظف العادي الذي أجد بديلاً لتوقيعه.
